نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 201
لرسوله -صلى الله عليه وسلم- أن هذين الحيين من الأنصار: الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصاول الفحلين، ولا تصنع الأوس شيئًا فيه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غناء إلا قالت الخزرج: والله لا يذهبون بهذه فضلًا علينا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإسلام، فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها، وإذا فعلت الخزرج شيئًا قالت الأوس مثل ذلك [1].
وكانت مظاهر هذه المنافسة كثيرة، وسوف نكتفي بتسجيل مظهر واحد منها يتجلى فيه كيف كان التنافس بين الأوس والخزرج في القضاء على زعيمين من زعماء اليهود، كانا من ألد أعداء الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأكبر خصوم الإسلام. وذلك أن الأوس كان لهم الفضل والشرف الأكبر في قتل عدو الله كعب بن الأشرف [2]، وإنما قتله الأوس جزاء غدره وخيانته وظلمه وعدوانه.
ومن ذلك أنه حينما علم بانتصار المسلمين في غزوة بدر جزع وحزن، وتألم وتبرم، وقال لمن معه من أصحابه: أترون محمداً قتل هؤلاء؟ يعني المشركين الذين قتلوا يوم بدر إنهم أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.
ثم انطلق عدو الله حتى قدم مكة، وجعل يحرض على قتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينشد الأشعار ويبكي أصحاب القليب من قريش الذين أصيبوا ببدر.
ولم يكتف ابن الأشرف بتحريض المشركين في مكة، بل إنه رجع إلى المدينة وأخذ يشبب بنساء المسلمين حتى أوذي المسلمون وضجروا، وحتى قال رسول
1 "السيرة النبوية" لابن هشام 2/ 209. [2] وكعب كان من زعماء يهود بني النضير.
وقد أخرج قصة قتله البخاري 3811، ومسلم 1801، وأبو داود 2768، من حديث جابر.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 201