نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 202
الله -صلى الله عليه وسلم: "من لي بكعب بن الأشرف؟ " فأجابه من الأوس محمد بن مسلمة قائلا: أنا لك يا رسول الله، أنا أقتله. قال: "فافعل إن قدرت على ذلك". ففكر ابن مسلمة في هذا الأمر وأعد له عدته مع طائفة من إخوانه، فاجتمع في قتله خمسة رجال من الأوس، هم: محمد بن مسلمة، وسلمان بن سلامة أبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، وعبدة بن بشر، والحارث بن أوس، وأبو عيسى بن جبر[1]. وقد ذهبوا إلى منزله واستدرجوه إلى الخارج حتى اطمأن إليهم -والحرب خدعة- ثم صاح أبو نائلة قائلا: اقتلوا عدو الله. فاختلف عليه أسيافهم حتى وقع صريع غدره وبغيه، وفي ذلك يقول القائل:
وغودر منهم كعب صريعًا ... فذلت بعد مصرعه النضير
وحينئذ عز على الخزرج أن يسبقهم الأوس إلى هذه التضحية، ويصلوا إلى مثل هذه الغاية دونهم، فقالوا: والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا أبدًا، فبحثوا عن رجل من يهود بني النضير -كذلك- يوازي كعب بن الأشرف في عداوته للرسول -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين، فوجدوا سلام بن أبي الحقيق[2] فاستأذنوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتله، فأذن لهم.
وكان سلام قد رحل إلى خيبر بعد أن طرد الرسول -صلى الله عليه وسلم- يهود بني النضير من ديارهم في السنة الرابعة من الهجرة، ومنذ ذلك الوقت أخذ سلام يثير النفوس ضد المسلمين حتى إنه ذهب على رأس وفد إلى مكة يحرض قريشا على قتال محمد -صلى الله عليه وسلم- ويحزب الأحزاب عليه[3]. [1] في البخاري ومسلم كما مضى أبو عبس بن جبر. [2] وقيل: اسمه عبد الله أيضا، وكنيته أبو رافع. [3] وعبارة البخاري في صحيحه 3813 من حديث البراء: وكان أبو رافع يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعين عليه.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 202