responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 99
ربنا أنت أمرتنا بالصلاة على صاحب هذه العمامة فشرفنا الليلة بالنظر إليه وأذن لنا في السير بين يديه فلما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم أمر الله جبريل أن يدفع ماء وضوئه إلى ميكائيل فدفعه إليه ثم أمر ميكائيل أن يدفعه إلى عزرائيل ثم إلى إسرافيل ثم إلى رضوان ثم إلى جنة الفردرس فأمر الله الحور العين أن يمسحن به وجوههن ففعلن فازددن نورا وحسنا ثم قدم جبريل البراق فنفر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لمس الصفا بيده وقال إن من يعبد هذا الشقى والصفا كان صنما على صورة رجل والمروة كان صنما على صورة امرأة قال له جبريل يا براق أما تستحي من محمد فوالذي نفسي بيده ما ركب على ظهرك أفضل منه فقال البراق هذا النبي العربي قال نعم قال هذا صحب الحوض المورود قال نعم قال هذا قائد الغر المحجلين قال نعم قال هذا الشفيع في القيامة قال نعم فند ذلك خضع له قال اركب يا سيد المرسلين ولكن لي إليك حاجة أن لا تنساني من شفاعتك يوم القيامة فلما أراد الركوب بكى فسأله جبريل عن ذلك فقال تذكرت أمتي هل يركبون يوم القيامة قال نعم يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا يعني ركبانا فعند ذلك اندفع الكرب عن محمد صلى الله عليه وسلم قال حيوان ضعيف يحمل أثقال محبته وأسرار أمانته التي عجز عن حملها السموات والأرض والجبال يا جبريل المركوب يقطع به المسافات والدليل يستدل به على الجهات والجهات إنما هي محل الحادثات وأنا حبيبي تقدس عن الجهات ولا يوصل إليه بالحركات فمن علم المعاني وعرف ما أعانى أن قربي منه قاب قوسين كقربي منه وأنا في بيت أم هانئ وقال جبريل إنما جيء بي إليك لأكون خادما لدولتك وجئتك بالمركوب على عادة الملوك وآداب أهل السلوك لإظهار كرامتك فلما ركب أخذ جبريل بزمام براقه وميكائيل بركابه وإسرافيل يسوى أطراف ثيابه وعلا به البراق على جبل مكة ثم قال يا محمد إنزل فصل ففعل ذلك فقال أتدري أين صليت قال لا قال بطيبة وإليها تهاجر إن شاء الله ثم سار وفي رواية فسرنا ثم قال انزل فصل فصليت فقال أتدري أين صليت قلت لا قال صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم سرنا فقال انزل وصل فصليت فقال أتدري أين صليت قلت لا قال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى فبينما أنا أسير
إذ سمعت نداء عن يمين على رسلك يا محمد حتى أسألك فلم أعرج إليه ثم سمعت نداء عن يساري على رسلك يا محمد حتى أسألك فلم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة فقالت على رسلك يا محمد حتى أسألك فلم اعرج عليها فسألت جبريل عن ذلك فقال الداعي الأول داعي اليهود ولو أجبته لتهودت أمتك والثاني داعي النصارى ولو أجبته لتنصرت أمتك والمرأة هي الدنيا ولو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ... موعظة: كان بعض العارفين يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا فقيل وإن ثيابك ومركوبك يساوي خمسمائة دينار فقال اجعل الدنيا على ظهرك لا في بطنك فلو ملكتها وأنت غير محب لها بقلبك فأنت زاهد ولو لم تملك منها شيء وأنت محب لها بقلبك فأنت راغب فيها مذموم ومن علامة كون الدنيا في القلب البخل بها لأن إخراج المحبوب من القلب عسر ومن علامة كونها في اليد فقط بذلها والجود بها فإن قيل محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق فكيف قال حبب إلي من الدنيا ثلاث الطيب والنساء وقرة

نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست