نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 113
"وفرق بين هذا "الكبت اللاشعوري" وبين الامتناع عن إتيان العمل الغريزي، فهذا مجرد تعليق للتنفيذ".
ليس الكبت إذن هو الامتناع عن إتيان العمل الغريزي. الامتناع الواعي المقصود. إنما الكبت هو استقذار الدافع الغريزي واستنكاره، وعدم اعتراف الإنسان بينه وبين نفسه بأنه يحق له أن يشعر بوجود ذلك الدافع، أو يخطر له على بال.
وهذا المعنى غير موجود في الإسلام أصلًا، وقد مر بنا نظرته إلى الدوافع الفطرية على أنها أمر واقع مزين للناس. بل الناس مدعوون إليه. بل هم عليه مأجورون.
أما الضبط فعملية أخرى واعية. إنها تتم على هذا النحو: إن هذا الشعور الذي أحس به ليس قذرًا في ذاته ولا تحريج عليه. وإنما التحريج على التنفيذ -الآن- أو التحريج على قدر معين من التنفيذ. وهذا التحريج له سبب.
فهو ضروري لحفظ الكيان الفردي أو الجماعي من التفتت والانهيار.
إنني جائع. من حقي أن آكل. ليس في شهوة الطعام عيب. لا أهبط عن آدميتي حين أجوع وحين آكل. ولا يصيب احترامي لنفسي أي ضرر، ولا احترام الناس لي.
ولكن ليس معنى هذا أن آكل حتى التخمة. إن ذلك يفسد معدتي ويعطب كياني. ويجعلني بعد ذلك عرضة لنهم دائم لا يشبع.
وليس معناه أن أغرس يدي في الطعام وألتهمه كالمسعور. فهكذا يصنع الحيوان. وأنا إنسان. الحيوان لا يملك التصرف في دفعة الغريزة، ولا يملك إلا نوعًا واحدًا من السلوك. وأنا أملك التصرف. أملك الإرجاء بعض الوقت إن أردت أو اضطرتني الحاجة. وأملك التنويع في السلوك. أملك الالتهام على طريقة الحيوان. وأملك التأنق في التناول والتهذيب في الأداء.
وليس معناه أيضًا أن أسرق لآكل. فذلك حرام؛ إنما آكل من ملكي، مما أحل الله لي، ولا آكل سطوًا على أموال الغير، ولا غشًّا ولا خداعًا ولا سحتًا، ولا آكل مما حرم الله.
وليس معناه أن أذلَّ كرامتي لآكل -ما دامت فيّ طاقة بعد على الامتناع- لا أتذلل ولا أتزلف ولا أنافق ولا أخادع من أجل لقمة الخبز، وإنما أبحث
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 113