ج- إذا كان هناك وليمة عند أحد من أقاربه أو أصدقائه، فنسي صاحب الوليمة أن يدعوه ـ أساء الظن به، واتهمه باحتقاره، وازدرائه، وعدم المبالاة به.
د- إذا نصحه أحد ظن أن الناصح متغرض له، متعال عليه، متتبع لهفواته، فلا يقبل منه عدلا ولا صرفا، فيستمر بذلك على عيوبه، ويبتعد عنه كل من أراد نصحه.
هـ إذا رأى أحدا يمشي حوله ظن أنه يراقبه ويترصد له.
هذه بعض سوء الظن، وهو في الغالب لا يصدر إلا عن شخص فارغ، لا شغل له، ولا هم عنده، أو شخص سيء الفعال، ذي نفس مضطربة؛ لذلك فهو ينظر إلى الناس نظرة المرتاب، كما قال أبو الطيب المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه لقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم1
وسوء الظن كذلك من الشيطان؛ حيث يلقى في روع الإنسان الظنون السيئة، والأوهام الكاذبة؛ ليفسد ما بينه وبين إخوانه.
فما أحرى بالمسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن يمضي لسبيله، ويحسن ظنه بإخوانه المسلمين، وأن يحملهم على أحسن المحامل، وإلا فلن يريح ولن يستريح.
ما يستريح المسيء ظنا ... من طول غم وما يريح2
1 ديوان المتنبي بشرح العكبري في 4/235.
2 روضة العقلاء، ص 126.