بل إن أهل الجاهلية ينكرون مثل هذه الصفات القبيحة، قال المثقب العبدي:
إن شر الناس من يكشر[1] لي ... حين يلقاني وإن غبت شتم[2].
13ـ إساءة الظن:
فإساءة الظن من الأخلاق الذميمة، التي تجلب الضغائنن وتفسد المودة، وتجلب الهم والكدر.
ولهذا حذرنا الله عز وجل من إساءة الظن كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات13] .
وقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" [3].
فتجد من الناس من هو سيء الظن، يحسب أن كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصد إليه، وأن الناس لا هم لهم إلا الكيد له، والتربص به.
ومن صور سوء الظن عند بعض الناس ما يلي:
أ - إذا رأى اثنين يتناجيان ظن أنه هو المقصود بالنجوى.
ب - إذا سمع ذما عاما لخصلة من الخصال ظن أنه هو المقصود بالذم. [1] يكشر لي: يعني يضحك لي. [2] الديوان، ص 230. [3] رواه البخاري7/88ـ89 ومسلم 2563 عن أبي هريرة.