فإن أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه"[1].
ويقال لمن فرح بزلات إخوانه: لا تفرج؛ فلا بد أن تقع في الخطأ في يوم ما، وحينئذ:
فلا تغضبن من سيرة أنت سرتها ... وأول راض سيرة من يسيرها
12ـ مقابلة الناس بوجهين:
فتجد من الناس من يظهر لجليسه الموافقة والمودة، ويلقاه بالبشر والترحاب.
فإذا ما توارى عنه سلقه بلسان حاد، وشتمه وأقذع في سبه!
وهذه الصفة من أحط الصفات وأخسها، وصاحبها من شر الناس، وأوضعهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" [2].
قال إبراهيم بن محمد:
وكم من صديق وده بلسانه ... خؤون بظهر الغيب لا يتذمم
يضاحكني عجبا إذا ما لقيته ... ويصدفني منه إذا غبت أسهم
كذلك ذو الوجهين يرضيك شاهدا ... وفي غيبه إن غاب صاب[3] وعلقم[4]. [1] روضة العقلاء نزهة الفضلاء، ص 125. [2] رواه البخاري7/87، ومسلم 2526 عن أبي هريرة. [3] صاب: الصاب شجر مرّ كالعلقم. [4] أدب الدنيا والدين ص 224.