نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 160
عليه السلام
يا ابن عمران كن يقظاناً وارتد لنفسك إخواناً وكل خدن وصاحب لا يوازرك على مسرتي فهو لك عدو وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام فقال يا داود مالي أراك منتبذاً وحيداً قال إلهي قليت الخلق من أجلك فقال يا داود كن يقظاناً وارتد لنفسك أخداناً وكل خدن لا يوافقك على مسرتي فلا تصاحبه فإنه لك عدو يقسي قلبك ويباعدك مني
وفي أخبار داود عليه السلام أنه قال يا رب كيف لي أن يحبني الناس كلهم وأسلم فيما بيني وبينك قال خالق الناس بأخلاقهم وأحسن فيما بيني وبينك
وفي بعضها خالق أهل الدنيا بأخلاق الدنيا وخالق أهل الآخرة بأخلاق الآخرة
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أحبكم إلى الله الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ المشاءون بالنميمة المفرقون بين الإخوان (1)
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ ملكاً نصفه من النار ونصفه من الثلج يقول اللهم كما ألفت بين الثلج والنار كذلك ألف بين قلوب عبادك الصالحين (2)
وقال أيضاً ما أحدث عبد أخاً في الله إلا أحدث له درجة فِي الْجَنَّةِ (3)
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتحابون في الله على عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة يشرفون على أهل الجنة يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا فيقول أهل الجنة انطلقوا بنا ننظر إلى المتحابين في الله فيضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس عليهم ثياب سندس خضر مكتوب على جباههم المتحابون في الله (4)
الآثار قال علي رضي الله عنه عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة ألا تسمع إلى قول أهل النار فمالنا من شافعين ولا صديق حميم وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما والله لو صمت النهار لا أفطره وقمت الليل لا أنامه وأنفقت مالي غلقاً غلقاً في سبيل الله أموت يوم أموت وليس في قلبي حب لأهل طاعة الله وبغض لأهل معصية الله ما نفعني ذلك شيئاً
وقال ابن السماك عند موته اللهم إنك تعلم أني إذا كنت أعصيك كنت أحب من يطيعك فاجعل ذلك قربة لي إليك
وقال الحسن على ضده يا ابن آدم لا يغرنك قول من يقول المرء مع من أحب فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم
وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك من غير موافقة في بعض الأعمال أو كلها لا ينفع وقال الفضيل في بعض كلامه هَاهْ تُرِيدُ أَنْ تَسْكُنَ الْفِرْدَوْسَ وَتُجَاوِرَ الرَّحْمَنَ فِي دَارِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ بِأَيِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ بِأَيِّ شَهْوَةٍ تَرَكْتَهَا بِأَيِّ غيظ كظمته بأي رحم قاطع وَصَلْتَهَا بِأَيِّ زَلَّةٍ لِأَخِيكَ غَفَرْتَهَا بِأَيِّ قَرِيبٍ بَاعَدْتَهُ فِي اللَّهِ بِأَيِّ بَعِيدٍ قَارَبْتَهُ فِي الله ويروى أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام هل عملت لي عملاً قط فقال إلهي إني صليت لك وصمت وتصدقت وزكيت فقال إن الصلاة لك برهان والصوم جنة والصدقة ظل والزكاة نور فأي عمل عملت لي قال يا موسى إلهي دلني على عمل هو لك قال موسى هل واليت لي ولياً قط وهل عاديت في عدواً قط فعلم موسى أن أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله
وقال ابن مسعود رضي الله عنه لو أن رجلاً قام بين الركن والمقام يبعد الله سبعين سنة لبعثه الله يوم القيامة مع من يحب
وقال الحسن رضي الله عنه مصارمة الفاسق قربان إلى الله وقال رجل لمحمد بن واسع إني لأحبك في الله فقال أحبك ما الذي أحببتني له
ثم حول وجهه وقال اللهم أني
(1) حديث إن أحبكم إلى الله الذين يألفون الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي هريرة بسند ضعيف
(2) حديث إن لله ملكاً نصفه من النار ونصفه من الثلج يقول اللهم كما ألفت بين الثلج والنار كذلك ألف بين قلوب عبادك الصالحين رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب العظمة من حديث معاذ بن جبل والعرباض بن سارية بسند ضعيف
(3) حديث ما أحدث عبد أخاً في الله تعالى إلا أحدث الله له درجة في الجنة أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان من حديث أنس وقد تقدم
(4) حديث المتحابون في الله على عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة الحديث رواه الحكيم الترمذي في النوادر من حديث ابن مسعود بسند ضعيف
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 160