responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 159
والمتزاورون في الله (1)
وقال صلى الله عليه وسلم مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه (2)
ويقال إن الأخوين في الله إذا كان أحدهما أعلى مقاماً من الآخر رفع الآخر معه إلى مقامه وإنه يلتحق به كما تلتحق الذرية بالأبوين والأهل بعضهم ببعض لأن الأخوة إذا اكتسبت في الله لم تكن دون أخوة الولادة
قال عز وجل ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ محبتي للذين يتناصرون من أجلي (3)
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (4)
وقال صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال إني أخاف الله تعالى ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (5)
وقال صلى الله عليه وسلم ما زار رجل رجلاً في الله شوقاً إليه ورغبة في لقائه إلا ناداه ملك من خلقه طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة (6)
وقال صلى الله عليه وسلم إن رجلاً زار أخاً له في الله فأرصد الله له ملكاً فقال أين تريد قال أريد أن أزور أخي فلاناً فقال لحاجة لك عنده قال لا قال لقرابة بينك وبينه قال لا قال فبنعمة له عندك قال لا قال فبم قال أحبه في الله قال
فإن الله أرسلني إليك يخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة (7)
وقال صلى الله عليه وسلم أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله (8)
فلهذا يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في الله كما يكون له أصدقاء وإخوان يحبهم في الله
ويروى أن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء أما زهدك في الدنيا فقد تعجلت الراحة وأما انقطاعك إلي فقد تعززت بي ولكن هل عاديت في عدواً أو هل واليت في ولياً
وقال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل لفاجر علي منة فترزقه مني محبة (9)
ويروى أن الله تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام لو أنك عبدتني بعبادة أهل السموات والأرض وحب في الله ليس وبغض في الله ليس ما أغنى عنك ذلك شيئاً وقال عيسى عليه السلام تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم والتمسوا رضا الله بسخطهم قالوا يا روح الله فمن نجالس قال جالسوا من تذكركم الله رؤيته ومن يزيد في عملكم كلامه ومن يرعبكم في الآخرة عمله
وروي في الأخبار السالفة إن الله عز وجل أوحى إلى موسى

(1) حديث أبي هريرة إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ووجوههم نورا ليسوا بأنبياء ولا شهداء الحديث أخرجه النسائي في سننه الكبرى ورجاله ثقات
(2) حديث مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أحبهم إلى الله أشدهما حباً لصاحبه أخرجه ابن حبان والحاكم من حديث أنس وقال صحيح الإسناد
(3) حديث إن الله يَقُولُ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينِ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي وحقت محبتي للذين يتحابون من أجلي الحديث أخرجه احمد من حديث عمرو بن عبسة وحديث عبادة بن الصامت ورواه الحاكم وصححه
(4) حديث أن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي أخرجه مسلم
(5) حديث أبي هريرة سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم
(6) حديث ما زار رجل رجلاً في الله شوقاً إليه ورغبة في لقائه إلا ناداه ملك من خلفه طبت وطابت لك الجنة أخرجه ابن عدي من حديث أنس دون قوله شوقاً إليه ورغبة في لقائه وللترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة من عاد مريضا أو زار أخا في الله ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا قال الترمذي غريب
(7) حديث إن رجلاً زار أخاً له في الله فأرصد الله له ملكاً فقال أين تريد الحديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
(8) حديث أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله رواه أحمد من حديث البراء بن عازب وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه والخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث ابن مسعود بسند ضعيف
(9) حديث اللهم لا تجعل لفاجر علي منة الحديث تقدم في الكتاب الذي قبله
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست