نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 512
مَأْكُول} [1]؛ قصدها جيشٌ عظيمٌ، ومعهم الفيل، فهرب أهلها منهم، فبرك الفيل، وامتنع من المسير إلى جهتها، وإذا وجّهوه إلى غير جهتها توجّه. ثم جاءهم من البحر طيرٌ أبابيل؛ أي جماعات في تفرقة؛ فوجاً بعد فوج، رموا عليهم حصى هلكوا به كلهم. فهذا [ممّا] [2] لم يوجد نظيره في العالم[3].
الدليل يستلزم المدلول
فآيات الأنبياء هي أدلة وبراهين على صدقهم. والدليل يجب أن يكون مختصاً بالمدلول عليه، لا يوجد مع عدمه، لا [يتحقق] [4] الدليل إلا مع تحقق المدلول؛ كما أنّ الحادث لا بد له من محدِث؛ فيمتنع وجود حادث بلا محدِث، ولا يكون المحدِث إلاّ قادراً؛ فيمتنع وجود الأحداث من غير قادر، والفعل لا يكون إلا من عالمٍ ونحو ذلك؛ فكذلك ما دل على صدق النبيّ، يمتنع وجوده إلا مع كون النبيّ صادقاً.
الأشاعرة لم يجعلوا المعجزة تدل دلالة عقلية ولا تدل بجنسها
ولم يجعلوا آيات الأنبياء تدلّ دلالةً عقليةً مستلزمةً للمدلول[5]، ولا [تدل] [6] [بجنسها] [7] ونفسها[8]، بل قال بعضهم[9]: قد تدلّ، وقد [1] سورة الفيل كلها (1-5) . [2] ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين. [3] انظر كلام شيخ الإسلام حول هذا الموضوع بالتفصيل في: الجواب الصحيح 6/55-57؛ حيث عدّ ذلك آية من آيات النبوة. [4] في ((خ)) : بتحقيق. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [5] انظر: الإرشاد للجويني ص 324. والعقيدة النظامية له ص 68. وشرح المواقف للجرجاني 3/181-182. [6] في ((خ)) : يدلّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [7] في ((خ)) : لجنسها. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [8] انظر: البيان للباقلاني ص 48. والإرشاد للجويني ص 328. [9] ومنهم القاضي عبد الجبار من المعتزلة. انظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل 15/161، 168، 172-173.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 512