نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 513
لا تدلّ. وقال آخرون: تدلّ مع الدعوى، ولا تدلّ مع عدم الدعوى[1]. وهذا يبطل كونها دليلاً[2].
وآخرون[3] أرادوا تحقيق ذلك، فقالوا: تدل [دلالة] [4] وضعيّة من جنس دلالة اللفظ على مراد المتكلم؛ تدل أن قصد الدلالة، ولا تدلّ بدون ذلك؛ فهي تدلّ مع الوضع دون غيره[5].
رد شيخ الإسلام عليهم
فيقال لهم: وما يدلّ على قصد المتكلّم، هو أيضاً دليلٌ مطّرد، يمتنع وجوده بدون المدلول، ودلالته تعلم بالعقل؛ فجميع الأدلة تعلم بالعقل دلالتها على المدلول؛ فإنّ ذلك اللفظ إنّما يدلّ إذا عُلم أنّ المتكلّم أراد به هذا المعنى. وهذا قد يُعلم ضرورة، وقد يُعلم نظراً؛ فقد يُعلم قصد المتكلم بالضرورة؛ كما يُعلم أحوال الإنسان بالضرورة؛ فيفرّق بين حمرة الخجل، وصفرة الوجل، وبين حمرة المحموم، وصفرة المريض بالضرورة[6]. وقد يُعلم نظراً واستدلالاً؛ كما يُعلم أنّ عادته إذا قال كذا: أن يريد كذا، وأنّه لا ينقض عادته إلاّ إذا بيّن ما يدلّ على انتقاضها؛ فيُعلم هذا، كما يُعلم سائر العاديات؛ مثل طلوع الشمس كلّ يوم، والهلال كل شهر، وارتفاع الشمس في الصيف، وانخفاضها في الشتاء. [1] انظر: البيان للباقلاني ص 94. والإرشاد للجويني ص 319، 324. [2] انظر ردّ شيخ الإسلام رحمه الله على هذه المقولة في الجواب الصحيح 6/380. [3] انظر: الإرشاد للجويني ص 324، 325. والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي ص 170. [4] ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) . [5] وهذه مقولة الأشعرية. وقد سبق ردّ شيخ الإسلام رحمه الله عليها من عدة وجوه في هذا الكتاب. وقد عقد رحمه الله فصلاً عن هذا الموضوع، وحقق الكلام فيه، وسيأتي ص 268-271. [6] انظر: شرح الأصفهانية 2/622.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 513