نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 212
كان يقنعه كلام شيخ الإسلام رحمه الله المؤيد بالبرهان فقد تقدم من كلامه ما يكفي ويشفي في تمييز الحق من الباطل، وكلامه رحمه الله في أكثر كتبه يبين هذا الشرك وينكره، ويرده كما قد رد على ابن البكري حين جوز الاستغاثة بغير الله، ولا يشك من له أدنى مسكة من عقل وفهم ان كلام صاحب البردة داخل تحت كلام شيخ الإسلام في الرد عليه والإنكار وأنا أورد هنا جواباً لشيخ الإسلام عن سؤال من سأله عن نوع هذا الشرك وبعض أفراده فأتى بجواب عام شامل كاف واف.
قال السائل ما قول علماء المسلمين فيمن يستنجد بأهل القبور ويطلب منهم إزالة الألم ويقول يا سيدي أنا في حسبك؟ وفيمن يستلم القبر ويمرغ وجهه عليه ويقول قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ ونحو ذلك.
الجواب الحمد لله رب العالمين الدين الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه هو عبادة الله وحده لا شريك له، واستعانته والتوكل عليه، ودعاؤه لجلب المنافع ودفع المضار، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الآيات وقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} وقال: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} الآيات قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون المسيح وعزيرا، والملائكة قال الله تعالى: هؤلاء الذين تدعونهم عبادي يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي، فاذا كان هذا حال من يدعو الانبياء والملائكة فكيف بمن دونهم؟ قال تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} الآية وقال: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} .
فبين سبحانه ان من دعى من دون الله من جميع المخلوقات الملائكة، والبشر وغيرهم انهم لا يملكون مثقال ذرة في ملكه، وانه ليس له شريك في ملكه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وانه ليس له عون كما يكون للمك أعون وظهراء، وان الشفعاء لا يشفعون عنده الا لمن ارتضى، فنفى بذلك وجوه الشرك، وذلك أن من دعى من دونه أما يملكون مالكاً، وأما أن لا يكون مالكا واذا لم يكن مالكا فأما أن يكون شريكاً، وأما أن لا يكون شريكاً، واذا لم يكن شريكاً فأما أن يكون معاوناً، وأما أن يكون سائلاً طالباً، فأما الرابع فلا يكون الا من بعد اذنه، كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} وكما قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} وقال: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وقال: {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ} وقال: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 212