responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 211
وهذه الأصول أيضاً في: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فهو ربهم ورازقهم، والمتصرف فيهم والمدبر لهم {مَلِكِ النَّاسِ} هو الذي له الملك كما في الحديث الوارد في الأذكار " لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وقوله: {إِلَهِ النَّاسِ} هو مألوههم ومعبودهم لا معبود لهم سواه، فأهل الإيمان خصوه بالالهية، وأهل الشرك جعلوا له شريكاً يؤلهونه بالعبادة كالدعاء، والاستعانة والاستغاثة والالتجاء، والرغبة والتعلق عليه ونحو ذلك وفي {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} براءة النبي صلى الله عليه وسلم من الشرك والمشركين {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (الكافرون:1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} إلى قوله {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} فهذا هو التوحيد العملي وأساسه البراءة من الشرك والمشركين باطناً وظاهراً.
وفي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} توحيد العلم والعمل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يعني هو الله الواحد الأحد الذي لا نظير له، ولا وزير ولا ند، بل ولا شبيه له ولا عديل، ولا يطلق هذا اللفظ في الاثبات إلا على الله عز وجل، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ} قال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم، ومسائلهم، قلت: وفيه توحيد الربوبية، وتوحيد الالهية، وقال الأعمش عن شقيق عن أبي وائل: الصمد السيد الذي قد انتهى سؤدده، وقال الحسن أيضاً الصمد الحي القيوم الذي لا زوال له، وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيراً له، وقال سفيان عن منصور عن مجاهد: الصمد المصمت لا جوف له قال أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة: وكل هذا صحيحة وهي صفات ربنا عز وجل.
وقال مجاهد {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} يعني لا صحابة له وهذا كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي هو مالك كل شيء، وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه، أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه، قلت فتدبر هذه السورة وما فيها من توحيد الالهية والربوبية وتنزيه الله عن الشرك والشبيه والنظير، وما فيها من مجامع صفات كماله ونعوت جلاله، ومن له بعض تصور يدري هذا بتوفيق الله {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} .
وأما قول المعترض على قول المجيب ونوع الشرك جرى في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية أقول هذه البردة متقدمة على زمن شيخ الإسلام ومع هذا لم ينقل عنه فيها كلمة واحدة.
بالجواب تقدم البردة على زمن شيخ الإسلام ان كان كذلك فماذا يجدي عليه، وما الحجة منه على جواز الشرك وأيضاً فشهادته هذه على شيخ الإسلام غير محصورة فلا تقبل، وهولم يطلع إلا على النزر اليسير من كلام شيخ الإسلام، ولم يفهم معنى ما أطلع عليه، وهو في شق وشيخ الإسلام في شق، وليس في كلام شيخ الإسلام إلا ما هو حجة على هذا المعترض، لكنه يتعلق في باطله بمثل خيط العنكبوت، فان

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست