responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 210
كذلك فارض اليمامة لم تعص الله، وانما ضرت المعصية ساكنيها بتصديقهم كذابهم، وما طالت مدتهم على ذلك الكفر بحمد الله فطهر تلك البلاد منهم، ومن سلم منهم من القتل دخل في الاسلام فصارت بلادهم بلاد اسلام بنيت فيها المساجد، وأقيمت الشرائع وعبد الله فيها في عهد الصحابة رضي الله عنهم وبعدهم، ونفر كثير منهم مع خالد بن الوليد لقتال العجم فقاتلوامع المسلمين.
فنال تلك البلد من الفضل ما نال غيرها من بلاد أهل الاسلام على أنها تفضل على كثير من البلاد بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو بمكة لأصحابه: " أريت دار هجرتكم" فوصفها ثم قال: "فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو يثرب" ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق، وكفى بهذا فضلاً لليمامة، وشرفاً لها على غيرها، فان ذهب وهله صلى الله عليه وسلم في رؤياه إليها لا بد أن يكون له أثر في الخير يظهر فظهر ذلك الفضل بحمد الله في القرن الثاني عشر، فقام الداعي يدعو الناس إلى مادمت إليه الرسل من أفراد الله العبادة، وترك عبادة ما سواه، واقامة الفرائض والعمل بالواجبات، والنهي عن مواقعة المحرمات، وظهر فيها الاسلام أعظم من ظهوره في غيرها في هذه الازمان ولولا ذلك ما سب هؤلاء نجدا واليمامة بمسيلمة.
إذا عرف ذلك فليعلم ان مسيلمة وبني حنيفة انهما كفروا بجحودهم بعض آية من كتاب الله جهلاً وعناداً، وهذا المعترض وأمثاله جحدوا حقيقة ما بعث الله به رسله من التوحيد الذي دلتعليه الآيات المحكمات التي تفوت الحصر، وعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بارتكاب ما نهى عنه من الغلو، والشرك، فجوزوا أن يدعى مع الله غيره، وقد نهى الله ورسوله عن ذلك في أكثر سور القرآن، وجوزوا أن يستعان بغير الله ورسوله نهى عن ذلك أشد النهي، وجعلوا لله شريكاً في ملكه وربوبيته كما جعلوا له شريكاً في الالهية، وجعلوا له شريكاً في احاطة العلم بالمعلومات كلياتها وجزئياتها، وقد قال تعالى مبيناً لما اختص به من شمول علمه {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} إلى قوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} الآية.
وهذه الاصول كلها في الفاتحة يبين تعالى أنه هو المختص بذلك دون كل من سواه ففي قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} اختصاص الله بالحمد لكماله في ربوبيته والهيته وملكه، وشمول علمه وقدرته، وكماله في ذاته وصفاته {رَبِّ الْعَالَمِينَ} هو ربهم وخالقهم ورازقهم، ومليكهم والمتصرف فيهم بحكمته، ومشيئته ليس ذلك إلا له {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيه تفرده بالملك كقوله: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيه قصر العبادة عليه تعالى بجميع أفرادها، وكذلك الاستعانة وفي {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أيضاً توحيد الربوبية.

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست