responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 208
لما دعا إلى التوحيد وبين أدلته، وبين الشرك وما يبطله، وفيه قال الامام العلامة الأديب أبو بكر ابن غنام رحمه الله تعالى:
وعاد به نهج الغواية طامساً ... وقد كان مسلوكاً به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالألمعي ترفع
فآثاره فيها سوام سوافر ... وأنواره فيها تضيء وتسطع
فهذا المعترض لو تصور وعقل لتبين له ان ما احتج به ينقلب حجة عليه.
وقول المعترض وان كان قد ورد في حق أهل الحرمين فهذا ظاهر البطلان اذ هي مهبط الوحي ومنبع الايمان ولو قيل ان هذا الحديث وأمثاله ورد في ذم نجد وأهلها فقد ورد في ذمهم أحاديث كثيرة شهيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم لا يزالون في شر من كذبهم إلى يوم القيامة.
فالجواب أن نقول: الاحاديث التي وردت في غربة الدين، وحدوث البدع وظهورها، لا تختص بمكة والمدينة ولا غيرهما من البلاد والغالب أن كل بلد لا تخلو من بقايا متمسكين بالسنة فلا معنى لقوله: وان كان قد ورد في حق أهل الحرمين في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم، بل في وقت الخلفاء الراشدين ما هو معروف عند أهل العلم مشهور في السير والتاريخ، وأول ذلك مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم وقعة الحرة المشهورة، ومقتل ابن الزبير في مكة، وما جرى في خلال ذلك من الفتن، وصار الغلبة في الحرمين وغيرها لأهل الأهواء فاذا كان هذا وقع في خير القرون فما ظنك فيما بعد حين اشتدت غربة الاسلام، وعاد المنكر معروفاً والمعروف منكراً فنشأ على هذا الصغير وهرم عليه الكبير.
وأما قوله إذ هي مهبط الوحي ومنبع الايمان.
فالجواب أن نقول مهبط الوحي في الحقيقة قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} وقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} فهذا محل الوحي ومستقره، وقوله: ومنبع الايمان: الايمان ينزل به الوحي من السماء لا ينبع من الأرض، ومحله قلوب المؤمنين، وهذه السور المكية التي في القرآن معلومة نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأكثر من مكة المشركون، وفيها ذمهم والرد عليهم كقوله {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} وقال: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} وقوله: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ونحو هذه الآيات كما في فصلت والمدثر وغيرهما.
ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدنية، وأهل الشرك لم يزالوا بها، ومنعوا رسول الله وأصحابه من دخولها بالوحي، وقاتلوهم ببدر وأحد والخندق، وهم كانوا من آخر العرب دخولاً في الاسلام حاشاً من هاجر، وكل هذا بعد نزول الوحي، ونحن بحمد الله لا ننكر فضل الحرمين، بل ننكر على من أنكره، ولكن نقول

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست