responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 207
وأول من ظهر الجعد بن درهم قتله خالد بن عبد الله القسري، والصحابة رضي الله عنهم والتابعون والأئمة متوافرون وقت ظهور مبادىء هذه البدع لم يلحقهم من ضلال هذه الفرق شفاعة، ولا غضاضة، لأنهم متمسكون بالكتاب والسنة منكرون لما خالف الحق، وصح من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم" سمعته من نبيكم.
وظهرت بدعة جهم بن صفوان في زمن أبي حنيفة وأنكرها وناظرهم، وانتشرت في زمن الامام أحمد رحمه الله والفقهاء، وأهل الحديث، وامتحن الامام فتمسك بالحق وصبر، وصنف العلماء رحمهم الله المصنفات الكبار في الرد على الجهمية بخلق القرآن المعطلين لصفات الملك الديان، كالامام أحمد في رده المعروف، وابنه عبد الله وعبد العزيز الكناني في كتاب الحيدة، وأبي بكر الاثرام والخلال، وعثمان بن سعيد الدارمي، وامام الأئمة محمد بن خزيمة واللالكائي، وأبي عثمان الصابون، وقبلهم وبعدهم ممن لا يحص وهذا كله انما هو في القرون الثلاثة المفضلة، ثم بعدها ظهرت كل بدعة: بدعة الفلاسفة، وبدعة الرافضة، وبدعة المعتزلة، وبدعة المجبرة، وبدعة أهل الحلول، وبدعة أهل الاتحاد، وبدعة الباطنية الاسماعيلية، وبدعة النصيرية والقرامطة ونحوهم.
وأما أهل السنة والجماعة فيردون بدعة كل طائفة من هؤلاء الطوائف بحمد الله، فالأئمة متمسكون بالحق في كل زمان ومكان، والبلد الواحد من هذه الامطار يجتمع فيها أهل السنة وأهل البدعة، وهؤلاء يناظرون هؤلاء، ويناضلوهم بالحجج والبراهين، وظهر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل" وقال: "بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس" وفي رواية "يصلحون ما أفسد الناس".
وقد صنف العلماء رحمهم الله مصنفات وبينوا ما تنتحله كل فرقة من بدعتها المخالفة لما عليه أهل الفرقة الناجية، وليس على الفرقة الناجية شفاعة، ولا نقص في مخالفة هذه الفرق كلها، وانما ظهر فضل هذه الفرقة بتمسكها بالحق، وصبرها على مخالفة هذه الفرق الكثيرة، والاحتجاج بالحق ونصرته، وما ظهر فضل الامام أبي حنيفة والامام أحمد ومن قبلهما من الأئمة ومن بعدهما إلا بتمسكهم بالحق، ونصرته وردهم الباطل؟ وما ضر شيخ الاسلام أحمد بن تيمية وأصحابه حين جلب عليهم أهل البدع وآذوهم، بل أظهر الله بهم السنة، وجعل لهم لسان صدقة في الأمة، وكذلك من قبلهم ومن بعدهم كشيخنا شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى،

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست