responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 208
غلط فِيهِ فَإِن أَبَا حَاتِم قَالَ فِيهِ أَنه مُنكر لَا يشبه حَدِيث الثِّقَات وَأما الحاذ فَهُوَ بِالْحَاء الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة الْخَفِيفَة وَمن قَالَ أَنه بِاللَّامِ أَو بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة فَهُوَ لحن وَالْمرَاد هُنَا الظّهْر ضرب مثلا لقلَّة المَال والعيال وأصل حَقِيقَة الْمَتْن وَهُوَ مَا يَقع عَلَيْهِ اللبد من ظهر الْفرس وَهُوَ مَحْمُول بِالنِّسْبَةِ لترك التَّزَوُّج وَالْولد على زمن الْفِتْنَة أَو على من فقد فِيهِ بعض شُرُوط ندب النِّكَاح أَو على من خشِي من النِّكَاح التوريط فِي أَمر يخْشَى مِنْهُ على نَفسه أَو دينه بِسَبَب طلب الْمَعيشَة لَا مَنْسُوخ خلافًا لمن وهم فِيهِ لِأَنَّهُ خبر وَهُوَ لَا يقبل النّسخ (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ عَن خبر من بلغ الْأَرْبَعين وَلم يغلب خَيره على شَره فليتجهز إِلَى النَّار من رَوَاهُ (فَأجَاب) بقوله لفظ الحَدِيث من أَتَت عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سنة وَلم يغلب خَيره شَره فليتجهز إِلَى النَّار رَوَاهُ الْأَزْدِيّ عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَأَشَارَ إِلَيْهِ الْخَطِيب (وَسُئِلَ) رَحمَه الله تَعَالَى عَن معنى حَدِيث أَن الله خلق آدم على صورته هَل هُوَ صَحِيح أَو لَا (فَأجَاب) بقوله الحَدِيث صَحِيح وَالْجَوَاب عَنهُ أَنه وَارِد على سَبَب هُوَ أَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يضْرب عَبده على وَجهه فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِك أَي لَا تضربه على وَجهه فَإِن الله خلق وَجه آدم على صُورَة هَذَا الْوَجْه وآدَم أَبوك فَكيف تضرب وَجها بشبه وَجه أَبِيك فَالضَّمِير لغير مَذْكُور دلّ عَلَيْهِ قرينَة الْحَال الْخَارِجَة وَهُوَ جَائِز وَيصِح أَن يكون الضَّمِير لله تَعَالَى كَمَا هُوَ ظَاهر السِّيَاق وَحِينَئِذٍ يتَعَيَّن أَن المُرَاد بالصورة الصّفة أَي أَن الله تَعَالَى خلق آدم على أَوْصَافه من الْعلم وَالْقُدْرَة وَغَيرهمَا وَيُؤَيّد هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَانَ - صلى الله عليه وسلم - خلقه الْقُرْآن وَحَدِيث تخلقوا بأخلاق الله تَعَالَى فالمطلوب من الْكَامِل أَن يطهر أخلاقه وأوصافه من كل نقص ليحصل لَهُ نوع تأس بأخلاق ربه أَي صِفَاته وَإِلَّا فشتان مَا بَين أَوْصَاف الْقَدِيم والحادث وَبِهَذَا التَّقْرِير يعلم أَن فِي هَذَا الحَدِيث غَايَة المدحة لآدَم صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى جَمِيع الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَسلم حَيْثُ أوجد الله فِيهِ صِفَات كصفاته تَعَالَى بِالْمَعْنَى الَّذِي قَرّرته وَيصِح أَن يُرَاد بالصورة الْمَعْنى المُرَاد من الرّوح وبالإضافة غَايَة التشريف لآدَم صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ ولبنيه وَالْحَاصِل أَن الحَدِيث أَن أُعِيد الضَّمِير فِيهِ لله وَجب تَأْوِيله على مَا هُوَ الْمَعْرُوف من مَذْهَب الْخلف الَّذِي هُوَ أحكم وَأعلم خلافًا لفرقة ضلوا عَن الْحق وارتكبوا عظائم من الْجِهَة والتجسيم اللَّذين هم كفر عِنْد كثير من الْعلمَاء أعاذنا الله من ذَلِك بمنه وَكَرمه (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ عَن ابْن صياد هُوَ الدَّجَّال بَعضهم يحلف على ذَلِك وَقَالَ آخَرُونَ أَنه غَيره وَهُوَ الْأَشْهر وَعَلِيهِ يدل صَرِيحًا مَا فِي حَدِيث مُسلم الطَّوِيل المنعوت فِيهِ الدَّجَّال بأوصاف لَا تنطبق على ابْن صياد مِنْهَا أَنه مسلسل فِي جَزِيرَة من جزائر الْبَحْرين وَابْن صياد إِذا كَانَ بِالْمَدِينَةِ على أَنه ورد أَنه أسلم بعد رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَتزَوج وَولد لَهُ وَمَا ورد أَيْضا أَنه فقد وَلم يدر أَيْن ذهب فَهَذَا لَا يدل على أَنه الدَّجَّال كَمَا هُوَ ظَاهر وَالله أعلم.

(وَسُئِلَ) رَضِي الله عَنهُ عَن جمَاعَة من الْفُقَرَاء فُقَرَاء الْمُسلمين دخلُوا مَسْجِدا وَدخل وَقت الظّهْر فصلوا الظّهْر جمَاعَة وصلوا راتبته ثمَّ تحلقوا يدرسون كتاب الله تَعَالَى فختموا وخلوا الْأَجْزَاء فِي الْمُقدمَة وخلوها مَفْتُوحَة مستشفعين بالأجزاء الْعَظِيمَة وأشاروا إِلَى وَاحِد مِنْهُم يَدْعُو وَالْبَاقُونَ يُؤمنُونَ فختم ثمَّ ذكرُوا الله وَلَا يزالون كَذَلِك مَعَ عدم الأغيار والخلو عَن اللَّغط واتحاد الْمَقَاصِد وَسُكُون الْحَواس الظَّاهِرَة وَلَا يزَال يصفو الْوَقْت والحاضرون وَظهر سر قَوْله - صلى الله عليه وسلم - مَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله تَعَالَى يَتلون كتاب الله تَعَالَى وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم ويذكرون الله تَعَالَى إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده فصفت بواطنهم واحترقت وفنيت بدوام الذّكر الْأَجْزَاء الخبيثة وَبقيت الْأَجْزَاء الطّيبَة مَعَ طيب الْمَكَان وَطيب الْوَقْت فَمنهمْ خاضع وخاشع وَبَاكٍ وساقط مغشى عَلَيْهِ قد علم كل أنَاس مشربهم فبغض الْفُقَرَاء المتوسمين مَعَهم بأصواتهم الْحَسَنَة يسمع بذوق فَيحصل على هَذَا الْمَذْكُور

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست