responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 207
وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَبسطت الْكَلَام على مَعْنَاهُ فِي شرح الْمشكاة (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ مَا معنى حَدِيث أخرجه الديلمي عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَلَفظه من اسْتكْمل ورعه حرم رؤيتي فِي الْمَنَام (فَأجَاب) بقوله منشؤ الْإِشْكَال فِيهِ جعل ورعه فَاعل اسْتكْمل بِمَعْنى كمل وَالظَّاهِر أَن هَذَا لَيْسَ هُوَ المُرَاد وَإِنَّمَا الَّذِي يَتَّضِح بِهِ الْمَعْنى أَن ورعه مفعول وَالْفَاعِل ضمير من وَالْمعْنَى من عد ورعه كلَاما حرم رؤيتي فِي الْمَنَام أَي الرُّؤْيَة الَّتِي تدل على شرف رائيها بِأَن يرَاهُ - صلى الله عليه وسلم - على أَوْصَافه الْمَعْرُوفَة وَوجه حرمانه أَن ذَلِك الاستكمال يُنبئ عَن الْعجب بِالْعَمَلِ وَعَن غَلَبَة أَخْلَاق نَفسه الرَّديئَة عَلَيْهِ وَعَن عدم صدقه وإخلاصه فِي عِبَادَته وَإِلَّا لرَأى أَن لَا ورع لَهُ أصلا بل وَلَا عمل فضلا عَن الْوَرع فِيهِ فضلا عَن استكماله وَإِنَّمَا عُوقِبَ بذلك بِخُصُوصِهِ لِأَن صدق الرُّؤْيَا ينبي عَن صدق الْعَمَل وكذبها يُنبئ عَن كذب الْعَمَل فَجعلت رُؤْيَته لَهُ - صلى الله عليه وسلم - غير وَاقعَة ليستدل بذلك على كذبه فِي ذَلِك الاستكمال وَأَنه لم يحصل لَهُ من الْوَرع شَيْء فَإِن قلت هَل يُمكن حمل الحَدِيث على الْمَعْنى الأول ويلتمس لَهُ وَجه قلت نعم لَكِن بتكلف بِأَن يُقَال كنى بحرمان مَا هُوَ من لَازم النّوم عَن حرمَان النّوم لِأَن كَمَال الْوَرع الَّذِي هُوَ الزّهْد يستدعى تجنب الشِّبَع وَنَحْوه من قبائح الْأَوْصَاف والأخلاق وَيلْزم من تجنب ذَلِك قلَّة النّوم حَتَّى يصير كَأَنَّهُ غير مَوْجُود أَو يُقَال حرم رؤيتي فِي النّوم لاستغنائه عَنْهَا فِيهِ بِمَا هُوَ أَعلَى وَأفضل وَهُوَ رؤيتي فِي الْيَقَظَة لِأَن التَّحْقِيق أَنَّهَا مُمكنَة بل وَاقعَة كَمَا ذكره وَشَاهده غير وَاحِد من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى بِأَن ترفع الْحجب فيرونه - صلى الله عليه وسلم - يقظة فِي قَبره الشريف إِذْ الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ وَقد يَقع لَهُ - صلى الله عليه وسلم - تشكل فَيرى ذَلِك التشكل مُنْفَصِلا عَن الْقَبْر الشريف كَمَا وَقع ذَلِك للعارف سَيِّدي على وفابترتهم بالقرافة أَو يُقَال وَجه حرمانه إِيَّاهَا أَنَّهَا إِنَّمَا تقع غَالِبا لتأنيس الضُّعَفَاء وتبشيرهم بِأَنَّهُم على حق وَمن كمل ورعه صَار من المتمكنين الَّذِي لَا يَحْتَاجُونَ لتأنيس الضُّعَفَاء وتبشيرهم بِمَا ذكر وَنَظِير هَذَا أَن المريد الصَّادِق فِي ابْتِدَائه تكْثر لَهُ الكرامات لتؤنسه وتثبته فَإِذا كمل خفت أَو انعدمت عَنهُ لعدم احْتِيَاجه إِلَيْهَا وَمن ثمَّ قَالَ الْجُنَيْد سيد الطَّائِفَة رَضِي الله عَنهُ وعنهم مَشى قوم على المَاء وَمَات بالعطش من هُوَ أفضل مِنْهُم وَقَالَ ذرة استقامة خير من ألف كَرَامَة وَقَالَ بعض الأساتذة لتلميذ لَهُ شكا إِلَيْهِ أَنه كَانَ يجد كَرَامَة ثمَّ عدمهَا يَا بني إِن الصَّبِي إِذا دخل الْمكتب أعْطى خشخاشة يعلب بهَا فَإِذا تمرن عَلَيْهَا رَمَاهَا وَتركهَا فَكَذَلِك رُؤْيَته - صلى الله عليه وسلم - تكون تأنيسا للمريدين فِي ابْتِدَاء إرادتهم فَإِذا كملوا بِكَمَال تورعهم استغنوا عَن ذَلِك التأنيس فَعبر بحرمان الرُّؤْيَة عَن هَذَا الِاسْتِغْنَاء وَاعْلَم أَن هَذِه كلهَا احتمالات وَالله تَعَالَى أعلم بِمُرَاد نبيه - صلى الله عليه وسلم - بِتَقْدِير صِحَة الحَدِيث لِأَن أَحَادِيث الديلمي فِيهَا مَا فِيهَا كَمَا تقرر فِي مَحَله وَالله أعلم (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ هَل ورد عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - التَّصْرِيح بِكفْر فِرْعَوْن (فَأجَاب) بقوله نعم ورد ذَلِك فِي عدَّة أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث ابْن عدي وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَضَعفه خلق الله يحيى بن زَكَرِيَّا فِي بطن أمه مُؤمنا وَخلق فِرْعَوْن فِي بطن أمه كَافِر أَو مِنْهَا حَدِيث الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن عَسَاكِر خلق الله النَّاس على طَبَقَات ثمَّ قَالَ وَمِنْهُم من يُولد كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوت كَافِرًا مِنْهُم فِرْعَوْن ذُو الْأَوْتَاد وَمِنْهَا حَدِيث الْبَيْهَقِيّ يُولد العَبْد مُؤمنا ويحيا مُؤمنا وَيَمُوت مُؤمنا مِنْهُم يحيى بن زَكَرِيَّا ويولد كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوت كَافِرًا مِنْهُم فِرْعَوْن (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ عَمَّن روى حَدِيث ثَلَاثَة يدعونَ الله فَلَا يُسْتَجَاب لَهُم رجل أعْطى مَاله سَفِيها وَقد قَالَ الله تَعَالَى {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم} وَرجل لَهُ امْرَأَة سَيِّئَة الْخلق وَلم يطلقهَا وَرجل بَائِع وَلم يشْهد (فَأجَاب) بقوله رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر (وَسُئِلَ) نفع الله بِهِ بِمَا لَفظه من روى حَدِيث يخرج الْخمار من قَبره مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله تَعَالَى وَيقوم آكل الرِّبَا مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ لَا حجَّة عِنْد الله وَيقوم المحتكر من قَبره مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ كَافِر تبوأ مَقْعَدك من النَّار (فَأجَاب) قَوْله رَوَاهُ الديلمي (وَسُئِلَ) نفع الله بِمَا لَفظه حَدِيث خَيركُمْ بعد الْمِائَتَيْنِ الْخَفِيف الحاذ من رَوَاهُ وَمَا ضَبطه (فَأجَاب) بقوله أخرج أَبُو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده خَيركُمْ فِي الْمِائَتَيْنِ كل خَفِيف الحاذ قيل يَا رَسُول الله وَمن خَفِيف الخاذ قَالَ من لَا مَال لَهُ وَلَا أهل وَفِي إِسْنَاده رَوَاهُ ابْن الْجراح وَقد كثر اخْتِلَاف الْأَئِمَّة فِيهِ وَمن ثمَّ قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا الحَدِيث مِمَّا

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست