كتابة مُسَوَّدة البحث:
من الأوليات التي لا تعزب عن الذهن أن مسودة البحث هي التجربة الأولى لكتابة البحث، وغالبًا ما يعتريها ضعف التعبير، ونقص المعلومات، وعدم الدقة في طريقة العرض. وهي على أي حال خطوة ضرورية لإبراز البحث من حيز التفكير إلى حيز الوجود، وبعد ذلك تأتي مراحل التعديل والتطوير؛ فمن ثَمَّ لَا بُدَّ وأن يوطن الباحث نفسه على إعادة هذه التجربة لمرة، أو مرتين، أو أكثر؛ حتى يصل البحث -أسلوبًا، وعرضًا، وأفكارًا- إلى الشكل السليم الذي يحقق الانطباع المطلوب الذي يهدف إليه الباحث.
ومما يذكر في هذا الصدد "ما اعتاده أحد كبار أساتذة القانون في كلية الحقوق بجامعة هارفارد من تأكيد على طلابه في اتباع الطريقة الآتية في كتابة البحوث العلمية:
البدء بكتابة المسودة الأولى للفصل من البحث، ثم العمل على تنقيحه بعناية شديدة.
إعادة كتابة الفصل للمرة الثانية، ومعاودة تنقيحه وتهذيبه للمرة الثانية.
ثم إعادة كتابته للمرة الثالثة، وبعد الانتهاء توضع الأوراق جانبًا، ويكتب الفصل من جديد"[1]. [1] Writing a paper , 7 thed. "Cambridge, Mass: Harvard Law school, 1977", p. 6.