لا شك أن هذا هو الأسلوب الناجح المثمر لتطوير أسلوب الكتابة، واستمالة الذهن لاستحضار الأفكار الجيدة، فكلما عود الفرد نفسه على الكتابة كانت عليه أيسر، وتداعت إلى ذهنه المعاني والأفكار.
الكتابة الجيدة قبل كل شيء دربة ومران، ومعرفة بالأساليب ذات الأغراض المختلفة، وبهذا تتكون مَلَكَةُ الكتابة.
يبدأ البحث عادة بالمقدمة التي تعد الفصل الأول في الرسالة؛ إلا أن تدوينها عادة يأتي بعد الانتهاء من كتابة البحث تمامًا؛ حيث يكتمل تصور الباحث للموضوع من جميع جوانبه العلمية، نتيجة المعايشة العلمية الطويلة، والرؤية الواضحة.
يتناول الباحث في البداية مجموعة من البطاقات حسب عناصر الخطة، يلقي عليها نظرة متأملة؛ ليستعرض ما فيها من معلومات، ويرتبها حسب أهميتها؛ فيبدأ بالأفكار الأساسية، والنقاط الرئيسة؛ لتكون دائمًا في الطليعة.
يحرص أن تكون كل فقرة وفكرة ذات عَلاقة قوية بموضوع البحث، وكلها مجتمعة مرتبط بعضها بالبعض الآخر ارتباطًا منطقيًّا[1].
ينبغي الاهتمام في البداية بتدوين الأفكار بصرف النظر عن الأسلوب والصياغة، فتدوينها يعقلها من التفلت والنسيان، أما التحسين والتطوير للأسلوب والصياغة، فإنه خطوة تالية تعقبها بشكل تلقائي، والمهم في هذه المرحلة إبراز أفكار البحث إلى الوجود؛ بتدوينها من دون تباطؤ.
الموضوع الواحد في خطة البحث يحتوي عددًا من المعاني والأفكار، كل فكرة فيه تمثل وَحْدَةً مستقلة في ذاتها، تحتوي جملًا عديدة توضحها أو تؤكدها أو تبرهن عليها مثل هذه الأفكار، يكون كل منها وَحْدَة [1] انظر: Teitel & Baum, Harry, P. 41, 43.