المطلب الثاني: ـ اتخاذ عاشوراء عيداً:
وكما اتخذت الرافضة يوم عاشوراء مأتماً وحزناً اتخذته طائفة أخرى عيداً وموسماً للفرح والسرور.
وهم إما من النواصب [1] المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء، كالاكتحال والاختضاب وتوسيع النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم. فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح مقابلة لأولئك، وهي بدعة ثانية " [2].
ومما ورد في ذلك ما يلي:
1 ـ حديث "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" [3]. [1] هم المغالون في بغض علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويطلق على الخوارج. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (25/301) والخطط للمقريزي (2/354) . [2] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (25/309-310) ، والفتاوى الكبرى (2/300) . [3] الموضوعات لابن الجوزي (2/203) ، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة للكناني (2/157) ، والإسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا على القاري (222) ، وسلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (2/89)