أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن الشريعة قد كملت قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم فهي كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان [1]؛ لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً وتوحي بأنها ناقصة.
2 ـ قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [2].
فالمراد بالصراط المستقيم: سبيل الله الذي دعا إليه وهو السنة والسبل الطرق المختلفة التي عدا هذا الطريق، مثل: اليهودية والنصرانية، وسائر الملل والأهواء والبدع [3].
وعن مجاهد قال: " ولا تتبع السبل قال البدع والشبهات "[4]. فأفادت الآية أن طريق الحق واحدة وأن للباطل طرقاً متعددة لا واحدة، وتعددها لم يخص بعدد مخصوص [5].
3 ـ وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [6]. [1] انظر: الاعتصام للشاطبي (1/48) . [2] سورة الأنعام، آية (153) . [3] تفسير البغوي (2/142) ، وانظر: فتح القدير للشوكاني (2/183) . [4] سنن الدارمي، باب في كراهية أخذ الرأي (1/68) . [5] الاعتصام للشاطبي (1/223) ، وانظر: تفسير ابن كثير (2/191) ، [6] سورة القصص، آية (50) .