وكما أخبر صلى الله عليه وسلم عن اتباع سنن من كان قبلنا واقتفاء أثرهم فقد أخبر أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة متبعين سنته مقتفين أثر الصحابة والسلف الصالح إلى أن تقوم الساعة.
وقد دلت الأحاديث على ذلك، فمنها:
1 ـ عن المغيرة بن شعبة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون" [1].
2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من كذبهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" [2].
3 ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق وظاهرين إلى يوم القيامة" [3].
وغير ذلك من الأحاديث التي جاء فيها التزام طائفة من أمته صلى الله عليه وسلم بالحق ولا يضرها من خالفها.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه، الذي هو دين الإسلام محضاً وقوم منحرفون إلى شعبة من [1] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق (13/293) ، حديث (7311) ، وصحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين (3/1523) ، حديث (1921) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} (13/442) ، حديث (7460) ، وصحيح مسلم، كتاب الإمارة (3/1524) ، حديث (1037) . [3] صحيح مسلم، كتاب الإمارة (3/1524) ، حديث (1923) .