قال القاضي عياض [1]: "الشبر والذراع والطريق ودخول الجحر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه".
وقال ابن بطال[2]: "علم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم"[3].
وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من استنان هذه الأمة بمن قبلها من الأمم خرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك، والذم لمن يفعله، كما كان يخبر عما يفعله الناس بين يدي الساعة من الاشراط والأمور المحرمات.
فعلم أن مشابهتها لليهود والنصارى وفارس والروم مما ذمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو المطلوب[4].
وقد صدق صلى الله عليه وسلم حيث وقع ما أخبر به من ذلك الاتباع ولا سيما في هذا العصر الذي أصبح فيه التقليد والمشابهة سمة لأهله ولم يبق شيء مما فعله أعداء الإسلام إلا ويفعل مثله في كثير من أقطار المسلمين ولم ينج من ذلك إلا من رحم الله وهم القليل. [1] هو: الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المالكي، إمام وفقيه بلاد المغرب، كان عالماً بالحديث وعلومه، والنحو واللغة، توفي سنة (544هـ) . انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/1304) . [2] هو: علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال أبو الحسن، عالم بالحديث من أهل قرطبة، توفي سنة (449هـ) . انظر في ترجمته: شذرات الذهب (3/283) ، والأعلام للزركلي (4/285) . [3] انظر: فتح الباري لابن حجر (13/301) . [4] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/147) .