نكلم[1] الناس على قدر عقولهم"[2]. وروى يزيد عن أبي زياد[3] عن ابن عباس قال: "العقل عشرة أجزاء، تسعة في الأنبياء وواحد في سائر الناس"[4]. [1] في الأصل: "نكل" بحذف الميم. وهو خطأ. [2] بعد البحث الطويل لم أجد حديثًا بلفظ: "إنا معشر الأنيباء أمرنا أن نكل الناس على قدر عقولهم" ولكن الذي وجدته هو: "أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم"، فبان أن في النسخة المخطوطة غلطًا، وذلك بحذف حرف الميم من كلمة "نكلم"، فأصبحت: "نكل".
وهذا الحديث: "أمرنا أن نكلم ... " ذكره الغزالي في كتابه: "إحياء علوم الدين" "1/ 96"، وفي الحاشية: قال العراقي: حديثُ "نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم. ونكلمهم على قدر عقولهم" رويناه في جزء من حديث أبي بكر الشخير من حديث عمر أخصر منه. وعند أبي داود من حديث عائشة "أنزلوا الناس منازلهم".
وبهذا اللفظ الذي ذكره العراقي عن أبي دواد أخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب في تنزيل الناس منازلهم "2/ 560"، وقد أخرجه عن يحيى بن إسماعيل بسنده إلى ميمون بن أبي شبيب عن عائشة مرفوعًا. ثم عقب عليه أبو داود بقوله: "وحديث يحيى مختصر. وميمون لم يدرك عائشة".
وقد أورد هذا الحديث أبو الخطاب في التمهيد الورقة "9/ ب" نقلا عن أبي الحسن التميمي بسنده إلى ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم". ولا يصح شيء من هذا في المرفوع، وإنما هو من قول علي -رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري برقم: 127. "الفتح". [3] هو يزيد بن أبي زياد الكوفي، قال فيه ابن حبان: "صدوق إلا أنه كبر وساء حفظه، وكان يتلقن". وقال فيه الذهبي: "أحد علماء الكوفة المشاهير على سوء حفظه". وقد أخرج له مسلم مقرونًا بآخر. وقال فيه يحيى: "لا يحتج به". وقال ابن المبارك: "ارم به". توفي سنة: 136هـ، وله تسعون سنة تقريبًا. انظر ترجمته في: خلاصة تذهيب الكمال "ص: 371"، وشذرات الذهب "1/ 206"، وطبقات الحفاظ "ص: 61"، وطبقات ابن سعد "6/ 237"، والعبر "1/ 187"، والمغني في الضعفاء "2/ 749"، وميزان الاعتدال "4/ 423". [4] أورد هذا الأثر أبو الخطاب في التمهيد الورقة "9/ ب"، ولم أجده في غيره.