النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر الخبر إلى أن [قال] : قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: إني خلقت العقل أصنافًا شتى كعدد الرمل، فمن الناس من أعطي من ذلك حبة واحدة، وبعضهم الحبتين، والثلاث، والأربع، وبعضهم من أعطي فرقًا[1]، وبعضهم أعطي وسقًا[2]، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر من ذلك ما شاء الله من التضعيف"[3].
وروى[4] عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنا معشر الأنبياء أمرنا أن [1] الفرَْق: مكيال بالمدينة يسع ثلاثة أصع وهو بسكون الراء ويحرك وهو أفصح من إسكان الراء - أو يسع ستة عشر رطلا أو أربعة أرباع جمع فرقان كبَطْنان. القاموس: "مادة: فرق". [2] الوَسْق ستون صاعًا، أو حمل بعير. القاموس: "مادة: وسق". [3] هذا الحديث أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" "ص: 242" مع اختلاف يسير في التقديم والتأخير والزيادة والنقصان.
وقد ذكره حجة الإسلام الغزالي في كتابه: "إحياء علوم الدين" "1/ 469" مطبوع مع شرحه إتحاف السادة المتقين، ذكره مستدلا به على تفاوت العقل، وقد علق عليه الزبيدي في شرحه المذكور بقوله: "قال العراقي: رواه داود بن المحبر في كتاب العقل بسنده عن أنس بن مالك، مع اختلاف يسير في النص".
قلت: وداود بن المحبر هالك، وسيأتي الكلام عنه "ص: 98".
وقد ذكره ابن عراق في كتابه: تنزيه الشريعة "1/ 219" ضمن الأحاديث الموضوعة في "العقل". [4] الضمير في "روى" يعود إلى أبي الحسن التميمي كما صرح بذلك أبو الخطاب في كتابه "التمهيد" الورقة "9/ ب" وكذلك الشأن في ضمير "روى" الآتية.