responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4010
تَعَالَى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر: 9] وَخُلَاصَتُهُ أَنَّ الْقَصْدَ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ إِلَى اللَّهِ، وَأَنَّ التَّهَاجُرَ كَانَ مِنْ دَارِ قَوْمِي إِلَى دَارِكُمْ (" الْمَحْيَا ") ، أَيْ: مَحْيَايَ (" مَحْيَاكُمْ. وَالْمَمَاتُ ") ، أَيْ: مَمَاتِي (" مَمَاتُكُمْ ") . وَالْمَعْنَى مَا حَيِيتُ أَحْيَ فِي بِلَادِكُمْ كَمَا تَحْيُونَ فِيهِ، وَإِذَا تُوُفِّيْتُ تُوُفِّيْتُ فِي بِلَادِكُمْ كَمَا تُتَوَفَّوْنَ لَا أُفَارِقُكُمْ حَيًّا وَلَا مَيِّتًا. (قَالُوا) ، أَيِ: الْأَنْصَارُ (وَاللَّهِ مَا قُلْنَا) ، أَيْ: مَا قُلْنَاهُ (إِلَّا ضِنًّا) : بِكَسْرِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ أَيْ: شُحًّا وَبُخْلًا (بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) . أَيْ: مِنْ شَرَفِ الْجِوَارِ وَالصُّحْبَةِ، وَاسْمُ اللَّهِ لِلتَّحْسِينِ وَالتَّزْيِينِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: يُرِيدُونَ مَا قُلْنَا ذَلِكَ إِلَّا ضِنَّةً بِمَا آتَانَا اللَّهُ مِنْ كَرَامَتِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَفُوتَنَا فَيَنَالَهُ غَيْرُنَا، وَشُحًّا بِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ بَلْدَتِنَا إِلَى بَلْدَتِهِ. انْتَهَى.
وَتَوْضِيحُهُ أَنَّهُمْ عَنَوْا أَنَّ الْآدَمِيَّ مَجْبُولٌ عَلَى حُبِّ الْأَقَارِبِ وَالْأَوْطَانِ، فَخَشِينَا أَنْ تَمِيلَ عَنَّا إِلَيْهِمْ، فَحَرَّكْنَاكَ بِهَذَا الْكَلَامِ وَجَرَّبْنَاكَ لِيَتَبَيَّنَ لَنَا الْمَرَامُ، فَلَا يُرَدُّ. كَيْفَ قَالُوا ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63] عَلَى مَا أَوْرَدَهُ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ. (قَالَ: " فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ ") ، أَيْ: فِي إِخْبَارِكُمْ عَنْ أَخْبَارِكُمْ (وَيَعْذِرَانِكُمْ) . بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَيُضَمُّ أَيْ يَقْبَلَانِ مَا ذَكَرْتُمْ مِنِ اعْتِذَارِكُمْ فِيمَا قُلْتُمْ مِنْ دَعْوَى الضِّنَةِ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ الْبُخْلِ بِالْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ، وَعَدَمِ الرِّضَا بِمُفَارَقَتِهِمْ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

6220 - وَعَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ يَعْنِي الْأَنْصَارَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6220 - (وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى صِبْيَانًا وَنِسَاءً مُقْبِلِينَ) ، أَيْ: رَاجِعِينَ (مِنْ عُرْسٍ) وَهُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلَكِ، وَالْأَظْهَرُ مَا فِي الْقَامُوسِ الْعُرْسُ الْإِقَامَةُ فِي الْفَرَحِ وَيُضَمُّ وَبِالضَّمِّ وَبِضَمَّتَيْنِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، وَالْوَلِيمَةُ طَعَامُ الْعُرْسِ، أَوْ كُلُّ طَعَامٍ صُنِعَ لِدَعْوَةٍ وَغَيْرِهَا. (فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) ، أَيْ: عَنْ طَرِيقِهِمْ أَوْ إِلَى لَقْيِهِمْ (فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْتُمْ ") : فِيهِ الْتِفَاتٌ، وَالتَّقْدِيرُ اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقِي فِيمَا أَقُولُ فِي حَقِّ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ خَاطَبَهُمْ بِقَوْلِهِ: (" أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ ") : كَرَّرَهُ لِلتَّأْكِيدِ، وَفِي الْخِطَابِ الْتِفَاتٌ وَتَغْلِيبٌ لِلصِّبْيَانِ عَلَى النِّسَاءِ أَوْ لِلْغَائِبِينَ عَلَى الْحَاضِرِينَ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُ الرَّاوِي (يَعْنِي: الْأَنْصَارَ) ، أَيْ: يُرِيدُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ: أَنْتُمْ طَائِفَةُ الْأَنْصَارِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

6221 - وَعَنْهُ قَالَ «مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالَا مَا يُبْكِيكُمْ فَقَالُوا ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَّا فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ عَصَّبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي.
وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6221 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنْ أَنَسٍ (قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ) ، أَيِ: الصِّدِّيقُ (وَالنَّاسُ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ) ، أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّ أَهْلَ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ (يَبْكُونَ) ، أَيْ: فِي أَيَّامِ مَرَضِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ قَالُوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) : يَعْنُونَ نَخَافُ فَوْتَهُ إِنْ قَدَّرَ اللَّهُ مَوْتَهُ (فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا) : رُوِيَ أَنَّهُ الْعَبَّاسُ (عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ) ، أَيْ: بِمَا ذُكِرَ مِنْ بُكَائِهِمْ وَسَبَبِ عَنَائِهِمْ (فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ عَصَّبَ) : بِتَشْدِيدِ الصَّادِ أَيْ: رَبَطَ وَشَدَّ (عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ) أَيْ: عَلَى هَيْئَةِ عِصَابَةٍ لِدَفْعِ وَجَعِ رَأْسِهِ مِنَ الشِّدَّةِ (فَصَعِدَ) : بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَيْ: طَلَعَ (الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. فَحَمِدَ اللَّهَ) ، أَيْ: شَكَرَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ. (وَأَثْنَى عَلَيْهِ) . أَيْ: بِالْوَجْهِ الْأَتَمِّ (ثُمَّ قَالَ: " أُوصِيكُمْ ") ، أَيْ: أَيُّهَا النَّاسُ أَوِ الْمُهَاجِرُونَ (" بِالْأَنْصَارِ) ، أَيْ: بِرِعَايَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ (" فَإِنَّهُمْ كَرِشِي ") : بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ: وَفِي نُسْخَةٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ أَيْ: بِطَانَتِي (" وَعَيْبَتِي ") . بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4010
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست