responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4011
وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ أَيْ: وَخَاصَّتِي. كَذَا ذَكَرَهُ الزَّرْكَشِيُّ، وَفِي الْقَامُوسِ: الْكَرِشُ بِالْكَسْرِ وَكَكَتِفٍ لِكُلِّ مُجْتَرٍّ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَانِ مُؤَنَّثَةٌ، وَعِيَالُ الرَّجُلِ وَصِغَارُ وَلَدِهِ وَالْجَمَاعَةُ. وَفِي النِّهَايَةِ: أَرَادَ أَنَّهُمْ بِطَانَتُهُ وَمَوْضِعُ سِرِّهِ وَأَمَانَتِهِ، أَوْ أَرَادَ الْجَمَاعَةَ أَيْ: جَمَاعَتِي وَأَصْحَابِي، وَفِي الْمِصْبَاحِ أَيْ: أَنَّهُمْ فِي الْمَحَبَّةِ وَالرَّأْفَةِ بِمَنْزِلَةِ الْأَوْلَادِ الصِّغَارِ، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ مَجْبُولٌ عَلَى مَحَبَّةِ وَلَدِهِ الصَّغِيرِ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: الْكَرِشُ لِكُلِّ مُجْتَرٍّ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَانِ، وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ الْكَرِشَ فِي كَلَامِهِمْ مَوْضِعَ الْبَطْنِ، وَالْبَطْنُ مُسْتَوْدَعُ مَكْتُومِ السِّرِّ، وَالْعَيْبَةُ مُسْتَوْدَعُ مَكْنُونِ الْمَتَاعِ، وَالْأَوَّلُ أَمْرٌ بَاطِنٌ، وَالثَّانِي أَمْرٌ ظَاهِرٌ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ ضَرَبَ الْمَثَلَ بِهِمَا إِرَادَةَ اخْتِصَاصِهِمْ بِهِ فِي أُمُورِهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ. وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ: عَيْبَتِي أَيْ خَاصَّتِي، وَهُوَ مَوْضِعُ سِرِّي، وَالْعَرَبُ تُكَنِّي عَنِ الْقَلْبِ وَالصَّدْرِ بِالْعَيْبَةِ لِأَنَّهُمَا مُسْتَوْدَعُ السَّرَائِرِ، كَمَا أَنَّ الْعِيَابَ مُسْتَوْدَعُ الثِّيَابِ (" وَقَدْ قَضَوْا ") ، أَيْ: أَدَّى الْأَنْصَارُ (" الَّذِي عَلَيْهِمْ ") ، أَيْ: مِنَ الْوَفَاءِ بِمَا وَقَعَ لَهُمْ مِنَ الْمُبَالَغَةِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، فَإِنَّهُمْ بَايَعُوا عَلَى أَنَّهُمْ يَنْصُرُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَهُمُ الْجَنَّةُ، فَوَفَّوْا بِذَلِكَ. ذَكَرَهُ الْعَسْقَلَانِيُّ. (" وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ ") ، أَيْ: مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى (" فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ ") أَيْ: إِنْ أَتَوْا بِعُذْرٍ فِيمَا صَدَرَ عَنْهُمْ (" وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ ") . أَيْ: إِنْ عَجَزُوا عَنْ عُذْرٍ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

6222 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6222 - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ) ، أَيْ: مِنْ حُجْرَتِهِ وَاسْتَمَرَّ عَلَى مِشْيَتِهِ (حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ) ، أَيْ: عَلَى مَا وَجَدَ مِنَ النِّعْمَةِ لَدَيْهِ (وَأَثْنَى عَلَيْهِ) ، أَيْ: بِمَا أَلْهَمَهُ إِلَيْهِ (ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ ") ، أَيْ: بَعْدَ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ (" فَإِنَّ النَّاسَ ") ، أَيْ: أَهْلَ الْإِسْلَامِ لِأَنَّهُمْ خُلَاصَةُ النَّاسِ (" يَكْثُرُونَ ") : بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ إِخْبَارٌ بِالْغَيْبِ (" وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ ") : بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: لِأَنَّ الْأَنْصَارَ هُمُ الَّذِينَ آوَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَصَرُوهُ فِي حَالِ الضَّعْفِ وَالْعُسْرَةِ، وَهَذَا أَمْرٌ قَدِ انْقَضَى زَمَانُهُ لَا يَلْحَقُهُمُ اللَّاحِقُ وَلَا يُدْرِكُ شَأْوَهُمُ السَّابِقُ، فَكُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ وَاحِدٌ مَضَى مِنْ غَيْرِ بَدَلٍ فَيَكْثُرُ غَيْرُهُمْ وَيَقِلُّونَ. (" حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ ") ، أَيْ: مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمِلْحَ بِوَصْفِ الْقِلَّةِ سَبَبٌ لِكَمَالِ الطَّعَامِ فِي اللَّذَّةِ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ الْأَخِيرَةُ تُؤَيِّدُ مَا قَالَ الطِّيبِيُّ. وَهَذَا الْمَعْنَى أَيِ: التَّقْلِيلُ قَائِمٌ فِي حَقِّ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَعَلَّ الْحَمْلَ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَظْهَرُ لِأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَأَوْلَادَهُمْ كَثَرُوا وَتَبَسَّطُوا فِي الْبِلَادِ وَانْتَشَرُوا فِيهَا وَمَلَكُوهَا، بِخِلَافِ الْأَنْصَارِ. انْتَهَى. وَهَذَا أَمْرٌ مُشَاهَدٌ فِي الْأَشْرَافِ وَالْعَلَوِيِّينَ وَالْعَبَّاسِيَّةِ وَبَنِي خَالِدٍ وَأَمْثَالِهِمْ (" فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ ") : بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ لَامٍ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمٍّ فَتَشْدِيدٍ أَيْ: مَنْ تَوَلَّى مِنْكُمْ أَيُّهَا الْمُهَاجِرُونَ مَثَلًا (" شَيْئًا ") : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ وَأَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ مَصْدَرٍ أَيْ: قَلِيلًا مِنَ الْوِلَايَةِ، وَقَوْلُهُ: (" يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا ") ، أَيْ: مُسِيئِينَ (" وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ ") ، أَيْ: مُحْسِنِينَ صِفَةٌ كَاشِفَةٌ (" فَلْيَقْبَلْ ") ، أَيِ: الْمُتَوَلِّي مِنْكُمْ (" مِنْ مُحْسِنِهِمْ ") ، أَيْ: إِحْسَانَهُمْ (" وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ ") ، أَيْ: إِسَاءَتِهُمْ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

6223 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6223 - (وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ» ") : وَهُمُ التَّابِعُونَ (" وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ") . وَفِي نُسْخَةٍ: وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَهُمُ الْأَتْبَاعُ، فَدَعَا لِأَهْلِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي هِيَ خَيْرُ الْقُرُونِ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُرَادَ بِهِ أَبْنَاؤُهُمْ وَلَوْ بِوَسَائِطَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4011
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست