responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 401
عَن أَسمَاء بنت يزِيد) بن السكن الْأَنْصَارِيَّة // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(أَلا أنبئكم بِخَير أَعمالكُم) أَي أفضلهَا (وأزكاها عِنْد مليككم) أَي أنماها وأطهرها عِنْد ربكُم (وأرفعها فِي درجاتكم) أَي مَنَازِلكُمْ فِي الْجنَّة (وَخير لكم من إِنْفَاق الذَّهَب وَالْوَرق) بِكَسْر الرَّاء الْفضة (وَخير لكم من أَن تلقوا عَدوكُمْ) يَعْنِي الْكفَّار (فتضربوا أَعْنَاقهم ويضربوا أَعْنَاقكُم) يَعْنِي تَقْتُلُوهُمْ ويقتلوكم بِسيف أَو غَيره قَالُوا وَمَا ذَاك قَالَ (ذكر الله) لِأَن جَمِيع الْعِبَادَات من الْإِنْفَاق ومقاتلة الْعَدو وَغَيرهمَا وَسَائِل ووسايط يتَقرَّب بهَا إِلَى الله وَالذكر هُوَ الْمَقْصُود الْأَعْظَم وَالْقلب الَّذِي تَدور عَلَيْهِ رَحا جَمِيع الْأَدْيَان وَهَذَا الحَدِيث يقتضى أَن الذّكر أفضل من تِلَاوَة الْقُرْآن وَقَضِيَّة الحَدِيث الْمَار وَهُوَ قَوْله أفضل عبَادَة أمتِي تِلَاوَة الْقُرْآن يقتضى عَكسه فَوَقع التَّعَارُض بَينهمَا وَجمع الْغَزالِيّ بِأَن الْقِرَاءَة أفضل لعُمُوم الْخلق وَالذكر أفضل للذاهب إِلَى الله فِي جَمِيع أَحْوَاله فِي بدايته ونهايته فَإِن الْقُرْآن مُشْتَمل على صنوف المعارف وَالْأَحْوَال والإرشاد إِلَيّ الطَّرِيق فَمَا دَامَ العَبْد مفتقرا إِلَى تَهْذِيب الْأَخْلَاق وَتَحْصِيل المعارف فالقرآن أولى بِهِ فَإِن جَاوز ذَلِك وَاسْتولى الذّكر على قلبه فمداومة الذّكر أولى فَإِن الْقُرْآن يجاذب خاطره ويسرح بِهِ فِي رياض الْجنَّة والذاهب إِلَى الله لَا يَنْبَغِي أَن يلْتَفت إِلَى الْجنَّة بل يَجْعَل همه هما وَاحِدًا وَذكره ذكرا وَاحِدًا ليدرك دَرَجَة الفناء والإستغراق وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى وَلذكر الله أكبر (ت هـ ك عَن أبي الدَّرْدَاء) عُوَيْمِر قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(أَلا يَا رب نفس طاعمة ناعمة فِي الدُّنْيَا) أَي مَشْغُولَة بلذات المطاعم والملابس غافلة عَن الْآخِرَة (جائعة عَارِية) بِالرَّفْع خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ لِأَنَّهُ إِخْبَار عَن حَالهَا (يَوْم الْقِيَامَة) أَي تحْشر وَهِي جائعة عَارِية يَوْم الْموقف الْأَعْظَم (أَلا يَا رب نفس جائعة عَارِية فِي الدُّنْيَا طاعمة) من طَعَام دَار الرِّضَا (ناعمة يَوْم الْقِيَامَة) بطاعتها لمولاها وَعدم رِضَاهَا بِمَا رَضِي بِهِ الْكفَّار فِي الدُّنْيَا (أَلا يَا رب مكرم لنَفسِهِ) بمتابعته هَواهَا وتبليغها مناها (وهولها مهين) فَإِن ذَلِك يبعده عَن الله وَيُوجب حرمانه (أَلا يَا رب مهين لنَفسِهِ) بمخالفتها وإذلالها وإلزامها للعبودية (وَهُوَ لَهَا مكرم (يَوْم الْعرض الْأَكْبَر لسعية فِيمَا يوصلها إِلَى الْعِزّ الأبدي والسعادة السرمدية وَللَّه در الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَق الشِّيرَازِيّ حَيْثُ يَقُول
(صبرت على بعض الْأَذَى خوف كُله ... وألزمت نَفسِي صبرها فاستقرت)

(وجرعتها الْمَكْرُوه حَتَّى تدربت ... وَلَو حَملته جملَة لأشمأزت)

(فيا رب عز جر للنَّفس ذلة ... وَيَا رب نفس بالتذلل عزت)

(وَمَا الْعِزّ إِلَّا خيفة الله وَحده ... وَمن خَافَ مِنْهُ خافه مَا أقلت)
(أَلا يَا رب منخوص ومتنعم فِيمَا أَفَاء الله على رَسُوله مَاله عِنْد الله من خلاق) أَي نصيب
(أَلا وَإِن عمل أهل الْجنَّة) أَي الْعَمَل الَّذِي يقرب مِنْهَا ويوصل إِلَيْهَا (حزن) ضد السهل (بِرَبْوَةٍ) بِضَم الرَّاء وتفتح مَكَان مُرْتَفع (أَلا وَإِن عمل أهل النَّار سهل بِسَهْوَةٍ) بسين مُهْملَة أَرض لينَة التربة شبه الْمعْصِيَة فِي سهولتها على مرتكبها بِأَرْض سهلة لَا حزونة فِيهَا (أَلا يَا رب شَهْوَة سَاعَة) وَاحِدَة كشهوة نظر إِلَى مستحسن محرم (أورثت حزنا طَويلا) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (هَب عَن أبي البجير) بِالْجِيم صَحَابِيّ لَهُ رِوَايَة وَحَدِيث
(إياك) مَنْصُوب بِفعل مُضْمر لَا يجوز إِظْهَاره وَتَقْدِيره هُنَا باعد وانق (وكل أَمر يعْتَذر مِنْهُ) أَي احذر أَن تَتَكَلَّم بِمَا يحْتَاج أَن تعتذر

نام کتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست