القرآن لا يهاج[1] اليوم ولا يحول".
وبقوله: "لا اعتراف بصح قراءة، ولا تدخل قراءة في دائرة التعبير القرآني المعجز المتحدي لكل محاولات التقليد إلا إذا أمكن أن تستند إلى حجج من الرواية موثوق بها".
وبأقواله الأخرى التي تنص على أنه لا رأي للمسلمين في القراءة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عمل إلا بما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- ولا قبول إلا لما قرأ به ...
فثبت بذلك كله أن الاختلاف في القراءات لم يكن بسبب الرسم أو عدم نقط المصاحف وشكلها؛ بل يرجع ذلك إلى النقل والرواية.
د- إن الاختلافات بين المصاحف العثمانية من حيث الرسم قليلة:
فالاختلاف بين مصحفي الكوفة والبصرة كان في خمسة أحرف.
وبين مصحفي المدينة والعراق في "12" حرفًا. [1] هاج الشيء: ثار، من الهيجاء بمعنى: الحرب، واقرأ قول علي -رضي الله عنه- في تفسير القرطبي 17/ 208: "وفي القراءات الشاذة لابن خالويه: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} قرأها علي بن أبي طالب بالعين على المنبر، فقيل له: أفلا نغيره في المصحف؟ قال: ما ينبغي للقرآن أن يهاج" أي: لا يغير. انظر هامش كتاب "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة ص37، بتحقيق السيد أحمد صقر.