ووجودها؛ حيث كان الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على حفظ المصاحف والسطور، وتدل عليه أحاديث المخاصمة بين بعض الصحابة في بعض القراءات[1].
ب- اعتماد القراءات على النقل والرواية؛ ولذلك لم تقبل القراءات الموضوعة والمستنبطة من الرسم وهيكل الكلمات القرآنية، وأكبر دليل على ذلك أن القراء كلهم اتفقوا على نقل بعض الكلمات رغم مخالفتها لصريح الرسم؛ منها: كلمة "إيلافهم" في سورة "قريش" حيث أجمعت المصاحف على إثبات الياء في الموضع الأول رسمًا، فأثبتها القراء العشرة -ما عدا ابن عامر- قراءة، وأجمعت المصاحف على حذفها في الموضع الثاني رسمًا؛ ولكن أثبتها القراء العشرة -ما عدا أبا جعفر- قراءة؛ لثبوتها نقلًا ورواية[2]. [1] راجع المبحث الرابع من الفصل الأول. [2] {لِإِيلافِ} : قرأ ابن عامر بالهمزة بعد اللام بدون ياء على وزن: لعلاف، وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة بلا همز "لِيلاف"، والباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة: "لإيلاف".
أما كلمة {إِيلافِهِمْ} : فقد قرأها أبو جعفر بهمزة مكسورة بلا ياء على رسمها: "إِلافهم"، والباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها "إيلافهم".
راجع توجيه كل قراءة في الكلمتين في كتاب "إتحاف فضلاء البشر" 2/ 631.