نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 69
الزرع وينضج تراه مصفرًّا. ثم ييبس فيصير حطامًا. و"ثم" في كل مرة تعطي هذه "المهلة" للعين والنفس، لتملي المشهد المعروض قبل طيه، وعرض المشهد التالي "وذلك فن من تناسق العرض سيأتي تفصيله في الفصل الخاص به".
5- وفي الجو مشاهد أخرى حية. فهناك الطير التي تطير باسطة أجنحتها، صافة أقدامها، ثم تقبض أجنحتها كذلك عند الهبوط:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} .
إنه مشهد واحد ذو منظرين. منظر الطير باسطات أجنحتها صافات أرجلها، ومنظرها كذلك قابضات. وهي صورة حية متحركة، يراها الناس كل لحظة، فيمرون بها غافلين، فهو يلفت إليها أنظارهم، ليروها بالحس الشاعر المتأثر، دليلا على قدرته ورحمته.
6- وفي الأرض مشهد آخر متكرر، يمر به الناس غافلين كذلك، وفي تأمله وتتبع حركته الوئيدة التي تكاد تتم في الخيال -وإن كانت معروضة في العيان- ما يلمس النفس، ويؤثر في الوجدان، ويتيح الفرصة لألوان شتى من التأملات، ذلك منظر الظل الذي تلقيه الأجرام فيبدوا ساكنًا، وهو يتحرك ببطء لطيف:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا، ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} .
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 69