نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 70
وفي هذا المشهد جمال طبيعي يغري الخيال بالجولان، ويملي للخواطر في الهيمان. وكم في المشاهد المألوفة المكرورة ما يبدو جديدًا، كأنما تتملاه العين أول مرة، حين تتجه إليه بالحس الشاعر المتفتح، والعين المتيقظة للألوان.
7- وفي الأرض مشاهد أخرى لعل من أشدها أثرًا في الحس والنفس تلك الرسوم الدوارس، والربوع الخوالي، وما تحيله للحس من صور الحياة الغابرة، ومن أشباح الأحياء الداثرة. فهي مشاهد للعين في الظاهر، وللنفس في الضمير. والقرآن يوجه إليها النظر، ثم يرد الخيال إلى الحياة الغابرة فيها، الداثرة منها:
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} .
التصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن، وهو القاعدة الأولى في للبيان، وهو الطريقة التي يتناول بها جميع الأغراض، وهو الخصيصة التي لا يخطئها الباحث في جميع الأجزاء.
وهذا الفصل هو مصداق هذا الكلام.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 70