نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 68
كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ، فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
هكذا لوحة بعد لوحة: إرسال الرياح. إثارة السحاب. بسطه في السماء. جعله متراكمًا. خروج المطر من خلاله. نزول المطر. استبشار من يصبيهم بعد
أن كانوا يائسين. إحياء الأرض بعد موتها.
لينتقل من هذه المشاهد المتتابعة بعد استعراضها للعين والخيال، وبعد تركها تؤثر في النفس على مهل، إلى: {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فيجيء هذا التقرير، في أنسب الأوقات للتقرير.
4- ولئن كان المشهد الثالث في الجواء، فالمشهد الرابع في الأرضين، وهو من ذلك المشهد بسبيل:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} .
فهذا مشهد من مشاهد الأرض كذلك متعدد الخطوات، وهو يعرض في بطء وتفصيل، وتترك كل خطوة للعين مدة كافية للتأمل، وللنفس مدة كافية للتأثر. هذا هو الماء ينزل من السماء، فيسلك ينابيع للري. ثم يخرج به زرعًا مختلفًا ألوانه. ثم يهيج هذا
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 68