نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 54
قَادِرِينَ} أجل! إنهم لقادرون الآن، على المنع والحرمان، حرمان أنفسهم على الأقل!
وها هم أولاء يفاجأون، فليضحك النظارة كما يشاءون: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} ما هذه جنتنا الموقرة بالثمار، فقد ضللنا إليها الطريق!.. فلتتأكدوا يا جماعة!.. {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُون} .. وهذا هو الخبر اليقين1
والآن قد سقط في أيديهم: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} أي والله! هلا سبحتم الله واتقيتموه؟ {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} . الآن وبعد فوات الأوان!
وكما يتنصل كل شريك من التبعة عندما تسوء العاقبة، ويتوجه باللوم إلى الآخرين، ها هم أولاء يصنعون: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُون} .
ثم ها هم أولاء يتركون التلاوم ليعترفوا جميعًا بالخطيئة، عسى أن يفيدهم الاعتراف الغفران، ويعوضهم من الجنة الضائعة جنة أخرى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ، عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} .
2- والآن فإلى صاحب جنة أخرى، بل صاحب جنتين أكبر من الأولى. إن له لقصة مع صاحب له، ليس من ذوي الجنان، ولكن من ذوي الإيمان. وكلاهما "نموذج إنساني" لطائفة من الناس: صاحب الجنتين نموذج للرجل الثري، تذهله الثروة، وتبطره النعمة، فينسى القوة الكبرى، التي تسيطر على أقدار الناس والحياة، ويحسب هذه النعمة خالدة لا تفنى، فلن تخذله القوة ولا الجاه. وصاحبه نموذج للرجل المؤمن المعتز بإيمانه، الذاكر
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 54