نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 55
لربه، يرى النعمة دليلا على المنعم، موجبة لحمده وذكره، لا لجحوده وكفره:
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا، كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا، وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} .
وبهذا ترتسم صورة الجنتين مكتملة، في ازدهار وفخامة. وهذا هو المشهد الأول. فلننظر إلى المشهد الثاني:
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} ويبدو أنه قال قولته هذه وهما في الطريق إلى الجنتين، أو وهما على الباب، إذ جاء بعده:
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا، وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} .
فها هو ذا في أوج زهوه وبطره، وتعاليه وازدهائه. فماذا ترى يكون أثر هذا كله في نفس صاحبه الفقير، الذي لا جنة له ولا مال، ولا عصبة له ولا نفر؟ إن صاحبه لمؤمن، فما تشعره كل هذه المظاهر بالهوان، وما تنسيه عزة ربه الديان، وما تغفله عن واجبه الصحيح، في رد صاحبه البطر إلى جادة الطريق، ولو استدعى ذلك أن يجبهه بالتقريع، وأن يذكره بمنشئه الصغير من التراب المهين:
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 55