نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 53
أن يستأثروا بها وحدهم، وأن يحرموا أولئك المساكين حظهم، فلننظر كيف يصنعون:
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلَا يَسْتَثْنُونَ} .
لقد قر رأيهم على أن يقطعوا ثمرها عند الصباح الباكر، دون أن يستثنوا منه شيئًا للمساكين. فلندعهم على قرارهم، ولننظر ماذا يقع الآن في بهمة الليل؛ حيث يختفون هم، ويخلو منهم المسرح. فماذا يرى النظارة؟ هناك مفاجأة تتم خلسة، وحركة خفية كحركة الأشباح في الظلام! "فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون، فأصبحت كالصريم"[1]. وهم لا يشعرون.
والآن ها هم أولاء يتصايحون مبكرين! وهم لا يريدون ماذا أصاب جنتهم في الظلام: {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ، أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ[2]، فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ، أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} !
ليمسك النظارة ألسنتهم فلا ينبهون أصحاب الجنة إلى ما أصاب جنتهم؛ وليكتموا ضحكات السخرية التي تكاد تنبعث منهم، وهم يشاهدون أصحاب الجنة المخدوعين، يتنادون متخافتين، خشية أن يدخلها عليهم مسكين! ليكتموا ضحكات السخرية! بل ليلطقوها! فها هي ذي السخرية العظمى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْد 3 [1] كالمقطوعة الثمار. [2] قاطعين لثمرها، أو قاطعين فيما تنوون.
3 منع وحرمان.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 53