responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 342
وهذا مما لامحيد عنه، وإلا لم يشمل هذا فى هذه السورة "المدنية" من تخلق به قبل الهجرة، وقوله - سبحانه وتعالى -: {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة: من الآية91) قاطع فى ذلك. " (1)
المضارع فى هذه الأفعال ملحوظ فيه معنى الحصول بعد أن لم يكن، ولذلك يشمل كل من وقع منه الفعل من قبل نزول الآية المدنية، وكل من يقع أو سيقع منه حتى قيام الساعة، ولم يؤت به وصفا، (المؤمنون – المقيمون – المنفقون) لإرادة الدلالة على التجدد الذى هو من خصائص الأفعال. والسياق سياق إبانة عمن يكون القرآن الكريم نافعا لهم، وهم المتقون صراطَ الغضوب عليهم وصراطَ الضالين وهؤلاء المتقون غير مقيد وجودهم بزمان معين فهذه الأفعال واقعة فى كل زمان يكون فيه المتقون، فكان الآنس به أن يأتى المضارع ليدل على ذلك الاستمرار، ولم يأت الماضى حتى لايتوهم أنَّ هذا خاص بمن وقعت منهم تلك الأفعال، أما غيرهم فلا، أو هم من دونهم فى اتقاء صراط المغضوب عليهم وصراط الضَّالّين ومن دونهم في الهداية بالقرآن الكريم، وذلك ما لايتناسب مع القصد الذى ترمى إليه الآيات فى مستهل سورة "البقرة".
***
أما المضارع فى قول الله - سبحانه وتعالى -:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة:91) .
فقد جاء على خلاف مقتضى الظاهر، فإن مقتضى الظاهر أن يقال: فلم قتلتم أنبياء الله من قبل" لأن قوله (من قبل) دال على أن القتل المستنكر وقوعه قد كان من قبل الخطاب.
يتدبَّرُ البقاعىّ هذا قائلا:

(1) – نظم الدرر:1 /82 -83
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست