responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 343
((ثم بين أن كفرهم بهذا القتل إنما هو بطريق الرضى بقتل أسلافهم، بقوله مثبتا الجار، لأن ذلك كان منهم فى بعض الأزمان الماضية (من قبل) . وفى صيغة "المضارع" تصوير لشناعة هذا القتل بتلك الحال الفظيعة، ورمز إلى أنَّهم لو قدروا الآن فعلوا فعلهم، لأن التقدير: وتصرُّون على قتلهم من بعد، وفيه إيماءٌ إلى حرصهم على قتل النبى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا تحذيرا مهم ... )) [1] .
فالبقاعى يرى فى البيان بالمضارع هنا فى صحبة القرينة الدَّالة على وقوع الحدث فى الزمن الماضى دلالة على إرادة تصوير بشاعة ماوقع من أسلافهم، وأنَّهم راضون به، غير منكرين له، وأنَّهم بهذا كمن يشارك فى إيقاعه، وأنَّهم إذا ماحانت لهم فرصة. لايتوقفون فى انتهازها، فلايمنعهم منها إلا عجزهم أوخوفهم، وكأنَّ فعلهم مع النبى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا لن يقِلَّ عن فعل أسلافهم مع أنبيائهم عليهم السلام، ففعل أسلافهم كأنَّه قام بعينه وصورته ودرجته فيهم. وفى هذا البيان لحالهم للمسلمين مالايخفى على عاقل. غير أنّ المنتسبين إلى الإسلام وراثة من كبار السّاسة والمثقفين ودعاة التنوير وأبناء العهد الجديد ونشطاء السلام لايرون هذا، فهم - عند أنفسهم الأمارة بالسوء - أثقب نظرًا، وهم أحق بأن تسمع كلمتهم من كلّ ما يُستنبط بأليات فهم قديمة من بيان نزل من خمسة عشر قرنا لقوم أقاموا في كبد الصحراء!!!
***
وإذا ماكان المضارع (تقتلون) فى آية "البقرة" قد جاء فى صحبة قرينة دالة على وقوع القتل فى الزمن الماضى (من قبل) فإن المضارع قد يأتى معطوفا على فعل ماض ثم يعطف عليه ماض كما فى قوله - سبحانه وتعالى -:.

[1] - نظم الدرر:2 / 49..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست