responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 337
{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (القصص:27)
يبيّنُ البقاعيّ وجه التأكيد في (إنّي) ووجه البيان بكلمة (أنكحك) ووجه الإشارة بقوله: (هاتين) ، ووجه جعلها ثمانيَ حججٍ، ثُم ينظر في اصطفاء كلمة حجج دون غيرها من الكلمات المقاربة من نحو سنة أو عام أو حول فيقول:
" والتعبير بما هو من الحجّ الذي هو القصد تفاؤلا بأنَّها تكون من طيبها بمتابعة أمرالله - سبحانه وتعالى - وسعة رزقه وإفاضة النعمة ودفع النقمة أهلا لأن تقصد أو يكون فيها الحج في كلّ واحدة منها إلى بيت الله الحرام " (1)
يستحضر "البقاعي" من مادة الكلمة (حجج) معنى القصد الذي هو الأساس القائم في تصرفاتها، وما اكتسبه هذا المعنى من الوضع الشرعي لكلمة (حج) وإغراء بأن يكون هذا مما يجتهد في القصد إليه والعناية به وأن يستعر أنَّه في هذه الثماني بمنزل الحاجِّ الرَّاغِبِ عن كلّ شأنه والراغب في ما هو حظ سيده لايشغله عنه شيءٌ من أمر نفسه أو أمرِ غير سيده، وأن تكون علاقته بالأشياء من حوله علاقة الحاج بما حوله في الحرم مسالمة لاتتناهى
ويستحضر أيضًا ما صحب هذا المعنى الشرعي من مدلولات تتقاذف في النفس من التفاؤل بالنعمة التي تلازمت مع الحج من دعوة أبي الأنبياء إبراهيم - عليه السلام -، وما يكون من نفي الفقر والبلاء.
وهو يشير إلي احتمال أن يكون في هذا اشتراطٌ بحمله إلى الحج كلّ عام من هذه الثماني
كذلك يتبين لك منهاج "البقاعي" في استشعار مدلولات الكلمة المكتسبة من ملابستها مضافة إلى ما هو منسول من جذرها الاشتقاقيّ وأصلها اللغوي الذي نبتت منه.
***

(1) – السابق:14 /269 - 270
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست