responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 293
وفي المثل الثاني: مثل داعي الذين كفروا نرى تمثيله بحال راعى الغنم في حرصه عليها وذَوْدِها عما يضرها إلى ما ينفعها، وقد كانت العرب أهل رعي تفقه حال الراعي برعيته وشفقته عليها وحرصه على ما ينفعها وصبره عليها وهذا يستحضر في قلب من يعقل منهم حقيقة حال النبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا معهم، ولهذا كان المذكور من هذا المثل ما لا يمكن لهم أن يغفلوا عنه لأنه قائم فيهم صباح مساء، فذكر راعي الغنم وطوى ذكر حال راعيهم وسائقهم إلى ما فيه نجاتهم (ومثل داعيهم إلى الهدى كمثل الذي ينعق ... ) .
إنَّ صياغة الآية على هذا النحو مما يحدث في المتلقي حين يسمع أو يقرأ تنبيها إلى أنّ في الأمر شيئًا، وأنَّه لايكون البتة - بدلالة السياق المستصحب من آيات عديدة سابقة - تمثيل حال الذين كفروا وقد أجمل ولم يبين مناط الممثل منه بحال الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء إذا ما أريد بما لا يسمع الغنم بدلالة (ينعق)
فإن قيل المعنى: ومثل الذين كفروا في دعائهم أصنامهم حين تلم بهم حاجة كمثل الذي ينعق (يدعو) ما لايسمع إلا دعاء ونداء، فإنّ هذا التأويل وإن كان قريبًا إدراكه لكن السياق دالٌ على أنَّ قوله (صم بكم عمي فهم لايعقلون) راجع إلى الذين كفروا، وليس الأصنام، فالسياق كله ليس حديثا عن الأصنام وإنما حديث عن الذين كفروا وموقفهم من دعوتهم إلى اتباع ما أنزل الله - عز وجل - فتدّعي أنها تتبع ما ألْفَوا عليه آباءهم فهم كالغنم التى تتبع الكبش الذي يتقدمها لاتعقل ما هي مقدمة عليه
***

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست