responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 292
وفي ذكر هذين المثلين تقابل يفهم مثلين آخرين، فاقتضى ذلك تمثيلين في مثل واحدٍ، كأنَّ وفاء اللفظ الذي أفهمه هذا الإيجاز:
مثل الذين كفروا ومثلُ راعيهم، وكمثل الراعي ومثل ما يرعى من البهائم
وهو من أعلى خطاب فصحاء العرب
ومن لايصلُ فهمه إلى جمع المثلين يقتصر على تأويله بمثلٍ واحدٍ فيقدّر في الكلام:
ومثل داعي الذين كفروا (كمثل الذي ينعق) أي يصيح
وذلك لآنّ التأويلَ يحملُ على الإضمار والتقدير والفهم يمنع منه ويوجب فهم إيراد القرآن على حدّه ووجهه.........
وقد علم بهذا أنّ الآية من الاحتباك:
حذف من الأوّلِ مثل الدَّاعي لدلالة النّاعق عليه، ومن الثَّاني المنعوق به لدلالة المدعوين عليه ... " (1)
تأويل نظم الآية على هذا المنهاج (الحذف التقابلي) والذي اعتمد فيه على " الحرالّي" هو التأويل الذي ترى أصله في صنيع " سيبويه" في " الكتاب " (2)
وهذا التأويل ينظر إلى التمثيل التشبيهي، وتركبه من عدّة عناصر لا يستوجب المقام ذكرها كلّها بل بستوجب الدلالة على بعضها ببعضها طاويا من كل جانب ما يدلُّ عليه المذكور في الجانب الآخر.
ونحن إذ ننظر في المثل الأول: مثل الذين كفروا نرى تمثيلهم بالغنم التي ينعق بها راعيها الشفوق الرؤوف بها السائقها إلى ما فيه نجاتها، وهي لاتسمع إلا صوتا ولاتفهم مما ينعق بها، فذكر ماهم قائمون فيه: حالهم المعرض عن الدَّاعي ليكون دليلا على ما هم عالمون به من حال الغنم المنعوق بها ولاتسمع إلا دعاء ونداء (ومثل الذين كفروا في إعراضهم عن دعوة من ينفعهم كمثل غنم ينعق بها صاحبه لينقذها)

(1) - نظم الدرر: ج2 ص 331-335
(2) - الكتاب لسيبويه: ج 1 ص212 - ت: هارون وانظر معه " إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج - ج:1 ص:47- ت: إبراهيم البياري - دار الكتاب المصري - 1982..
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست