responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 283
وفي هذا الوجه تنبيه على أهمية القرينة الدالة عليه، بَيْنَا الوجهُ الأوَّلُ فيه تنبيه على أهمية المقتضي لترك ذكره , وغيرخفي أن النظر البلاغي مرتب على النظر النحوي والنحوُ مَعْنِىٌّ بشأن القرينة التى هى مصحح الحذف، والتى كان لها الوجه الثانى والبلاغة معنية بشأن المقتضي للترك، وهو المرجح المحسن للحذف، والذي كان له الوجه الأول، وقد قدمته تناسبا مع العلم الذي نحن بصدد الكلام فيه
ومما أثر عن أهل العلم قولهم:" البلاغة الإيجاز" وهى مقالةٌ فاقِهةٌ طبيعةَ البيانِ البليغِ الذي يكون ملفوظُ اللسان فيه نزيرًا، ومكنونُ الجَنان فيه كثيرًا، فهذا الملفوظ اللسانيُّ يحمل في رحمه فيضا من المعانى دقيقها ولطيفها لا يقتدر اللسان على أن يتقاذف منه المعادل الصوتي لهذه المعانى.
لايقف فضل الإيجاز عند هذا بل إنَّه ليكون طريقا إلى أن يقيم السامع والمتلقى له مقاما يذهب فيه المذاهب الوسيعة الفسيحة لاجتناء ثمرات هذا البيان الموجز، فإنَّ السامع ليجد لذة عظيمة في سعيه إلى تقدير ما جاء نسج البيان على حذفه وطي ذكره، وكأنَّ السامع والمخاطب، ولاسيما في البيان العلىِّ المعجز قرآنا وسنة، يجدُ في فتحِ المتكلمِ له بابَ تقديرِ ما طوى ذكرُه إعلاءً من شأنه، وكانَّه يدعوه إلى أن ينسج نفسه في هذا البيان، أن يدخل خيط الإبريسم الذي يمدُّه هو ليتم به نسج ذلك الديباج البديع.
إنها اللذة التى لاتعدلها لذة، ومن العجيب أنك كلما ازددت علما بالكلام، وازددت قربا من المتكلم وعلما به انفتحت لك أبوابٌ عَلِيَّةٌ من التقدير لم تكن منفتحة لك وأنت في المنزلة الأدنى والأبعد كذلك تجد نفسك مع بيانات الحذف في ارتقاء وتطرية نشاط، وتمتع بصنوف من اللذة لاتتناهى ولا تنحصر
الإيجاز قِرَى المتكلم للسامع، وأَذَانٌ منه للمتلقي بالتآخي: إنّما المتكلم البليغ والمتلقي البليغ في تلفيه إخوة ...

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست