responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 282
والبقاعي وهو يجلى عطاء تأخير المفعول في (تأسرون فريقا) كان جوادًا مُجِيدًا، فملاحظة التنسيق للأفعال والمفعولين يؤكد دقَّة ملاحظة البقاعي تنسيق الجملة القرآنية تنسيقًا يتفاعل فيه المضمون والشكل، وكم كان البقاعي مرهف الحس حين لمح وأشار إلى دلالة تقديم المفعول أولا على تحتم المصير لمن قدم، وكأنَّ في التقديم دلالة على تأكيد وقوع ما أخر عليهم (القتل) وفي تأخير المفعول على الفعل (تأسرون فريقا) إشارة إلى أنه لايتحتم فعل ذلك بهم بل لهم أن يفعلوا به غير ذلك إذا ما اقتضى الأمر.
مقال "البقاعي" في عطاء التقديم ونواله في بناء البيان القرآني جد وسيع وبديع،ولياذن المقام ببسطة قول،وإنما هي إشارة تغري بالسفر في تأويله بلاغة القرآن الكريم في تفسيره " نظم الدرر"ومختصره" دلالة البرهان القويم " الذي ما يزال مخطوطًا.
***
ومن النظم التركيبيّ المعنىّ به عند البلاغيين والمفسرين في تأويل القرآن الكريم (الحذف)
وهوفي اللغة: القطع والإسقاط والرمي
وفي اصطلاح البلاغيين: ترك ذكر بعض الكلام لمقتضٍ يقتضي ذلك الترك ولقرينةٍ دالة علي المتروك.
وفي تسمية المتروك ذكره محذوفًا إشارة إلى أن هذا المتروك لمَّاكان الأصل: (الكثيرالغالب) ذكرَه لشدَّة حاجة البيان إليه أو لغير ذلك كان كأنَّه ذُكِرَ،، ولو بالقوة البيانية، وليس بالفعل، ثم حذف لأمر اقتضى ذلك الحذف: (الترك) . وفي هذا مزيد تنبيه إلى أن ترك ذكره مع أهميته إنما يكون لمقتضٍ قوىٍّ وجديرٍ بالاعتداد به.
هذا وجه ووجه آخر يمكن أن تلحظه، وهو أنَّ المتروك ذكره لايكون إلا مع قرينة دالة عليه، فجعلوا دلالة القرينة عليه كأنَّه ذكر، ثم كان حذفُ لفظه وبقاءُ دليله، فتحقق شيء من معنى الإسقاط الذي هو المعنى اللغوى للحذف

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست