responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 281
والرعب الذي مَلأهم، وَهُمْ في قبضة المسلمين.
أحدهما قبل الإنزال، والآخر بعده
وقد صرح بالرعب الثاني {وقذف في قلوبهم الرعب} لهول ما ترتب عليه، وهو قوله: - جل جلاله - {فريقا تقتلون وتأسرون فريقا} بخلاف ما ترتب عليه الإنزال الأول.
ويتدبر تقديم المفعول في {فريقا تقتلون} فيرى أنه " لمَّا ذكر ما أذلَّهم به ذكر ما تأثرعنه مقسّما له فقال (فريقا) فذكره بلفظ الفرقة، ونصبه ليدل بادئ بدء على أنَّه طوعٌ لأيدي الفاعلين (تقتلون) وهم الرجال، وقد كانوا نحو سبع مئة.
ولمَّا بدأ بما دلَّ على التقسيم مما منه الفرقة، وقَدَّمَ أعظم الأثرين الناشئين عن الرعب أَوْلاهُ الأثرَ الآخرَ؛ ليصير الأثران المحبوبان محتوشين بما يدل على الفرقة، فقال: (وتأسرون فريقا) وهم الذراري والنساء.
ولعله أخر الفريق هنا ليفيد التخيير في أمرهم، وقدم الرجال لتحتم القتل فيهم " (1)
جلى البقاعي عطاء مادة (فريق) وإيقاعه مفعولا، دون أن يرفع ليجعل مسندًا إليه فيقال: وفريق تقتلون أي تقتلونه، وتفاعل العطائين:
المادة والموقع (المفعولية) لتصوير الهوان الذي حاق بهم مما يؤكد ويبين ثراء الكلمة القرآنية وتكاثر روافد الدلالة والإفادة، ويُبَيّنُ يقظة البقاعي في تدبره النّافِذ.
وفي التقديم فوق ما ذكر تشويق النفس المسلمة التي عاشت لحظات القلق على مصير الإسلام، فيأتي الفعل بعد تحديد المفعول ليحدد مصير الفريق المقدَّم، فإذا ما أضيفت إليه دلالة إسناد الفعل إلى المسلمين، بينما الأفعال السابقة أسندت إلى الحق - سبحانه وتعالى -، فإن العطائين يتناغيان بما فيه شفاء النفوس التي عانت أقصى لحظات القلق.

(1) - الموضع السابق
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست