responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 275
فهي نارٌ حقيقية تحرق
المعاني الباطنية التي بها يكون المرء آدميًّا، وعدم الإحساس بهذه النار لبلادة حسّهم لا لعدم وجودها فيهم أو وجودهم فيها، واصطفاء النفي والاستثناء لايتناسب معه القول بالتجوز في النار أو الأكل،لأنّ التجوز فيه ادعاء وفي الحصر بهذا الطريق قطع وحسم
والجريمة هنا لايقدم عليه إلا من بلغ في الضلالة والقطيعة مبلغا عظيما، فمن كان من علماء الكتاب الإلهي المنزل ثُمّ يستبدل به عرضًا من أعراض الدنيا التي لاتزن عند الله - سبحانه وتعالى - جناح بعوضة لايكن صنيعه هذا إلاَّ من احتراق معانى الخير فيه احتراقًا بالغًا
وفي هذا تحذير لعلماء الأمة المحمدية من أن يكتموا شيئًا مما أنزل الله - سبحانه وتعالى - ارضاء لذي سلطة أو خوفًا منه أو تطلعًا إلى متاعٍ من الدنيا
***
وننظر في موضع آخر من مواضع تأويل البقاعي أسلوب التخصيص في قول الله - عز وجل -: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (صّ:65)
يرى البقاعيّ أنّ القصرَ في (إنما أنا منذر) قصر موصوف على صفة قصرَ قلبٍ، وأنَّه في (وما من إله إلا الله الواحد القهار) قصر صفة على موصوف قصر إفرادٍ
يقول: " ولمَّا كانت قد جرت عادتهم عند التخويف أن يقولوا: عجل لنا هذا إن كنت صادقًا فيما ادعيت، ومن المقطوع به أنَّه لايقدر على ذلك إلاَّ الإله، فصاروا كأنّهم نسبوه إلى أنَّه ادعى الإلهية، قال تعالى منبهًا على ذلك أمرًا له بالجواب (قل) أي لمن يقول لك ذلك (إنّما أنا منذر) أي مخوف لمن عصى، ولم أدّعِ أنّي إله ليطلبَ منى ذلك، فإنّه لايقدر على مثله إلا الإله، فهو قصر قلب للموصوف على الصفة.
وأفرد قاصرً للصفة في قوله (وما) وأغرق في النفي بقوله (من إله) أي معبود بحق، لكونه محيطا بصفات الكمال

نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست