responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 276
ولمَّا كان السياق للتوحيد الذي هو أصل الدين لفت القول عن مظهر العظمة إلى أعظم منه وأبين، فقال (إلا الله)
وللإحاطة عبّر بالاسم العلم الجامع لجميع الأسماء الحسنى، ولو شاركه شيء لم يكن محيطًا، وللتفرد قال مبرهنا على ذلك (الواحد) اي بكلّ اعتبار، فلا يمكن أن يكون له جزء أو يكون له شبيه، فيكون محتاجا مكافئا (القهار) أي الذي يقهر غيره على ما يريد، وهذا برهان على أنّه الإله وحده، وأنّ آلهتهم بعيدة عن استحقاق الإلهية لتعددها وتكافؤها بالمشابهة واحتياجها " (1)
السياق والقصد هاديان إلى انّ التركيب في (إنما أنا منذر) دالٌّ على قصر النبيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا على صفة الإنذار، وإبعاده من مظنة أنه يدَّعِى الإلهية، فإنّ من عادتهم التي درجوا عليها عند تخويفه لهم بسوء العقبي أن ينسبوه إلى ادعاء ما لايكون إلا من الله - سبحانه وتعالى -، ويطالبونه أن يأتي لهم بما يخوفهم به، فيأتي البيان القرآني الكريم قالبًا عليهم دعواهم نسبته إلى ذلك مؤكدًا أنَّه لايعدو أن يكون منذرًا مخوفًا كما أوحي إليه.
تعيين الصِّفة المنفيّة في القصر بإنّما هنا مرتبط ارتباطا وثيقًا بالسياق، وموقف المخاطبين منه، وهو ناظرٌ إلى السياق القريب القائم في تبيانِ مآب المتقين، ومآبِ الطاغين، وما اشتمل عليه من التهديد للمكذبين، وإلى حال المكذبين حين يواجهون بذلك التهديد والبيان لمآلهم إن هم أقاموا عليه.
وإذا ماكان "البقاعيُّ" على أنَّ المنفيّ في (إنما أنا منذر) هو دعوى الألوهية، فإنَّه يشيرُ من بعد قليل إلى أنّ في ذلك أيضًا نفيا لدعوى أنَّه كذّاب.
وكأنّ التركيب في هذا السياق يَرْنُو إلى أوَّلِ السياق وآخره:

(1) - نظم الدرر:6 /413
نام کتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست