نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 5 صفحه : 2907
هذه الجولة تتناول موقف الذين كفروا مما جاءهم به الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- وموقف المترفين من كل رسالة، وهم الذين تغرهم أموالهم وأولادهم، وما يجدون من أعراض هذه الدنيا في أيديهم، فيحسبونها دليلا على اختيارهم وتفضيلهم ويحسبون أنها ما نعتهم من العذاب في الدنيا والآخرة. ومن ثم يعرض عليهم مشاهدهم في الآخرة، كأنها واقعة، ليروا إن كان شيء من ذلك نافعا لهم أو واقيا. وفي هذه المشاهد يتضح كذلك أنه لا الملائكة ولا الجن الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا، ويستعينونهم يملكون لهم في الآخرة شيئا.. وفي خلال الجدل يوضح القرآن حقيقة القيم التي لها ثقل في ميزان الله فتنكشف القيم الزائفة التي يعتزون بها في الحياة ويتقرر أن بسط الرزق وقبضه أمران يجريان وفق إرادة الله، وليسا دليلا على رضى أو غضب ولا على قربى أو بعد. إنما ذلك ابتلاء..
«وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، وَيَقُولُونَ: مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ؟ قُلْ: لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ» ..
يجيء هذا البيان بعد الجولة الماضية، وما فيها من تقرير فردية التبعة وأنه ليس بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل إلا الدعوة والبيان، وأمرهم بعد ذلك إلى الله.
ويتبعه هنا بيان وظيفة النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وجهلهم بحقيقتها واستعجالهم له بما يعدهم ويوعدهم
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 5 صفحه : 2907