السلف، فقال: "واعلم أن إمام الحرمين أبا المعالي الجويني، كان في زمانه من أعظم أئمة القائلين بالتأويل، وقد قرر التأويل وانتصر له في كتابه الإرشاد، ولكنه رجع عن ذلك في رسالته: العقيدة النظامية1" [2].
ثم نقل -رحمه الله- مقتطفات من هذه العقيدة موضحاً رجوعه إلى معتقد السلف وتوبته من طريقة الخلف.
من ذلك ما ذكره الذهبي من أن الجويني قال لأصحابه في مرض موته: "اشهدوا على أني قد رجعت عن كل مقالة قلتها أخالف فيها ما قال السلف الصالح، وأني أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور" [3].
ونقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه قال في مرض موته: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت فيما نهوني عنه. والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنذا أموت على عقيدة أمي.." [4].
ويقصد بعقيدة أمه، أو ما تموت عليه عجائز بلده الفطرة الصافية النقية من الشوائب.
[4] أبو حامد الغزالي[5] رحمه الله:
قال عنه الشيخ -رحمه الله-: "وكذلك أبو حامد الغزالي. كان في زمانه من أعظم القائلين بالتأويل، ثم رجع عن ذلك، وبين أن الحق الذي لا شك فيه
1 انظر العقيدة النظامية ص23-25. [2] أضواء البيان 7/472.
وانظر: الفتاوى 4/73. وشرح العقيدة الطحاوية ص228. وقد ذكر الذهبي -رحمه الله- أنه تاب ورجع إلى عقيدة السلف، ونقل نصوصاً من العقيدة النظامية مدللاً على قوله (انظر: سير أعلام النبلاء 18/472-473) . [3] انظر مختصر العلو للذهبي ص275. [4] مجموع فتاوى ابن تيمية 4/73. [5] هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي. ولد سنة (450?) ، وتوفي سنة (505?) . وكان من أئمة الأشاعرة والمتصوفة.
(انظر: سير أعلام النبلاء 19/322. وشذرات الذهب 4/10-11) .