رحمه الله-: "قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {بنيناها بأيد} ليست من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله: "بأيد" ليس جمع يد، وإنما الأيد: القوة، فوزن قوله هنا: {بأيد} فعل، ووزن الأيدي: أفعل؛ فالهمزة في قوله: "بأيد" في مكان الفاء، والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بأيد} جمع يد، لكان وزنه أفعلا، فتكون الهمزة زائدة، والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين، والياء المحذوفة –لكونه منقوصاً- هي اللام. والأيد والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد: قوي، ومنه قوله تعالى: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [1]؛ أي قويناه. فمن ظن أنه جمع يد في هذه الآية فقد غلط غلطاً فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة"[2].
[4] صفة المعية:
تطرق الشيخ الأمين -رحمه الله- لهذه الصفة من عدة جوانب:
أحدها: أقسامها. وثانيها: الجمع بينها وبين استواء الله على عرشه. وثالثها: الردّ على الجهمية القائلين إنّ الله معنا بذاته.
أولاً: تقسيم المعية: أوضح الشيخ الأمين -رحمه الله- أنّ المعية تنقسم إلى قسمين؛ خاصة وعامة؛ فقال -رحمه الله-: "إنّ لله معية خاصة ومعية عامة. فالمعية الخاصة بالنصر والتوفيق والإعانة، وهذه لخصوص المتقين المحسنين؛ كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} الآية[3]، وقوله: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ} الآية[4]، وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ [1] سورة البقرة، الآية [87] . [2] أضواء البيان 7/669 وانظر كلام أبي الحسن الأشعري (في الإبانة ص100- 101) عن هذه المسألة. [3] سورة النحل، الآية [128] . [4] سورة الأنفال، الآية [12] .